بدأت في تركيا محاكمة القس الأميركي أندرو برونسون، بمزاعم قيامه بنشاطات مؤيدة لحركة الداعية المعارض فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، مؤكداً براءته من كل الاتهامات. وأوقفت السلطات التركية في تشرين الأول (أكتوبر) 2016 القس الخمسيني، المسؤول عن كنيسة للبروتستانت في مدينة إزمير، وهو من ولاية نورث كارولاينا الأميركية، ويعيش في تركيا منذ 23 عاماً. كما اتهمته بصلة بحزب العمال الكردستاني المحظور، والتجسس لأهداف سياسية وعسكرية. لكن التهم التي وجهت إليه هذه المرة بدت أخف من تلك التي تعرضه لعقوبة السجن المؤبد، إذ أشار البيان الاتهامي الجديد بوضوح إلى أنه لم يعد ملاحقاً بتهمة انتماء إلى مجموعة إرهابية، المقصود بها جماعة غولن والعمال الكردستاني. وقال برونسون أمام محكمة بلدة أليا، شمال مدينة إزمير في غرب تركيا: «لم أفعل شيئاً ضد تركيا، فأنا أحبها وأصلي لأجلها منذ 25 عاماً». وأضاف باللغة التركية: «أرفض الاتهامات، ولم أكن يوماً ضالعاً فنشاطات أنشطة غير قانونية». واعتبر محاميه جيم هالافورت أن «حقه في الحرية والأمان منتهك منذ فترة طويلة»، وأضاف: «نعتقد أنه ستتم تبرئته، لأننا مقتنعون ببراءته»، مشيراً إلى أن سيواجه عقوبتين بالسجن 15 عاماً و20 عاماً، في حال إدانته. وعُقدت الجلسة بحضور زوجته نورين، والسيناتور الأميركي توم تيليس، وممثل ولاية نورث كارولاينا في مجلس الشيوخ الأميركي سام برونباك. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمّح في أيلول (سبتمبر) الماضي، إلى أن بلاده قد تفرج عن برونسون، إذا سلمتها الولاياتالمتحدة الداعية غولن، لكن واشنطن ترفض إجراء عملية تبادل. وفي هذا السياق، تخلت السلطات الأميركية عن ملاحقات تستهدف 11 من مرافقي الرئيس التركي، بتهمة اعتداء على متظاهرين مؤيدين للأكراد في واشنطن، خلال زيارة أردوغان في أيار (مايو) 2017، ويُتوقع الإفراج قريباً عن اثنين من أنصاره، حُكم عليهما بالسجن 366 يوماً، في القضية ذاتها.