تطور أداء المغرب بوضوح خلال التصفيات الأفريقية، وأثبت أحقيته في الظهور في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، لكن آمال ترك بصمة مؤثرة في روسيا تعرضت لضربة قوية، عند سحب قرعة البطولة في ديسمبر الماضي. وسيلعب المغرب في المجموعة الثانية، إلى جانب بطلة أوروبا البرتغال، والمرشحة بقوة للقب إسبانيا، بينما سيبدأ مشواره بمواجهة صعبة أيضاً أمام إيران. ويحتاج المغرب إلى بدء مشواره بالفوز في سان بطرسبرغ في 15 يونيو للحفاظ على فرصة التقدم، ثم التفكير في انتزاع نقاط من المباراتين الصعبتين التاليتين. وسيمثل المغرب عقبة صعبة أمام باقي المنافسين، لكن ربما لا يملك العمق اللازم والبدلاء في التشكيلة لإجتياز الدور الأول. وتتكون أغلب تشكيلة المغرب من لاعبين محترفين في أوروبا، وسط محاولة استغلال وجود لاعبين ولدوا أو نشأوا في دول مثل بلجيكا، فرنسا، هولندا، وإسبانيا. ويتأقلم اللاعبون القادمون من هولندا مثل مبارك بوصوفة، حكيم زياش، ونور الدين أمرابط، مع لاعبين آخرين ولدوا في فرنسا مثل يونس بلهندة، ومهدي بنعطية. وتضم التشكيلة أيضاً أشرف حكيمي المولود في إسبانيا، والذي بدأ مشواره مع ريال مدريد هذا الموسم، لكن ربما تتمثل نقطة ضعف المغرب في المرمى والمهاجم الرئيسي، إذ أجرى المنتخب العربي الكثير من التغييرات بحثاً عن الاختيار المثالي في النهاية. والواقع يقول إن المغرب أنهى التصفيات دون أن يستقبل أي هدف في دور المجموعات، وأطاح بمنتخب كوت ديفوار الذي شارك في آخر ثلاث نهائيات لكأس العالم. وجاء هذا الأمر بطريقة رائعة للمدرب إيرفي رينار، الذي كان يقود قبل عامين منتخب كوت ديفوار لإحراز لقب كأس الأمم الأفريقية 2015. ونجح الرجل الفرنسي في التخلص من بعض المشكلات في معسكر المغرب في بداية الأمر، قبل أن تصبح تشكيلة متجانسة. وسيكون هذا الظهور الخامس لمنتخب المغرب في كأس العالم، لكنه الأول منذ 1998 في فرنسا، حين فاز آنذاك 3-0 على إسكتلندا، لكنه أخفق أيضاً في بلوغ دور 16. وسيحاول المغرب استعادة أمجاده السابقة وبالتحديد في كأس العالم 1986 بالمكسيك، إذ خالف التوقعات وتصدر مجموعة قوية ضمت إنجلترا، بولندا، والبرتغال.