لقد حظيت الفتاة في المملكة العربية السعودية بقدر وافر من التعليم وسمحت لها ظروفها بالتفوق في دراستها والارتقاء في طلب العلم حتى وصلت إلى أعلى المستويات .. فنجد الحاصلات على شهادة الدكتوراه يزداد عددهن عام بعد عام .. وقد واكب هذا المستوى من التعليم ارتقاء فكري .. ومعرفة دقيقة بواجباتها .. وحراك اجتماعي للمطالبة بحقوقها .. التي سلبها الرجل منها على خلال السنوات السابقة .. ( ولا أعمم ) إن المرأة الخانعة الجاهلة انتهت الآن .. و جاءت المرأة القوية بعلمها وثقافتها .. التي لا تخاف في الله لومة لائم .. تعرف حقوقها وواجباتهم التي كفلها الإسلام.. ونادت بها الأنظمة الدولية .. فانضمام المملكة لهيئة حقوق الإنسان وتوقيعها على معاهدة القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) أعطاها بعداً حقوقيا آخر .. ومن هنا جاءت الصدمة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا .. و أي حراك نسائي للمطالبة بأقل حق لهن .. يقابله هجوم شرس من بعض الرجال .. وتُكال عليهن التهم جزافا .. كيف يمكن لمجتمع أن يشل النصف الأخر منه ويرمي بآماله وطموحاته عرض الحائط ؟ في مجتمع ظل ينظر للمرأة على أنها ناقصة عقل ودين .. وأنها خلقت من ضلع أعوج .. واختزلت كل مزايا المرأة بهذه العبارة التي جاءت في الحديث الشريف وفسرت بطريقة عوجاء تنتقص من قيمة المرأة التي لم تكرمها ديانة , مثل ما كرمها الإسلام .. هذا الثقافة التي تربي عليها الرجل ..أنتجت جيلاً ينظر للمرأة بدونية مقيتة .. ولم يتقبل أنها أصبحت قد تفوقه علمأ وفهماً . وأنها خرجت من قوقعتها التي فرضها عليها الرجل وليس الدين .. لتطالب بحقوقها التي شرعها لها الإسلام فبدأ يستخدم كل الوسائل لتحطيمها وشل حركتها حتى أنه وصمها بالتغريب والعلمنة باسم الدين , الذي هو براء منه . إن الإسلام العظيم .. الذي كرم المرأة ورفع شأنها.. وأخرجها من عبودية الرجل إلى عبادة الله وحده سبحانه وتعالى .. كرمها أماً .. وأختاً .. وبنتاً .. وزوجة .. وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة . كفل لها حق المساواة في الخلق وانتفاء الاعوجاج في أصل خلقتها .. وحق المساواة في الاستخلاف.. وحقها في القيمة الإنسانية .. والمساواة في المسؤولية والجزاء .. وفي الحقوق والواجبات والحياة والرعاية ..والمساواة في طلب العلم .. وحقها في اختيار الزوج والنظر إليه .. وحقها في النفقة والمهر وملكيتها له .. وحقها في اشتراط عدم الزواج عليها .. وحقها في نفقة الزوج عليها .. وحقها في الخلع .. وحقها في الحضانة . وأيضا لم يحرمها حقوقها المالية والاقتصادية فكفل لها حق العمل .. وكفل لها أهليتها الاقتصادية .. وحقها في الميراث .. وحقها في البيع والشراء . ولم يحرمها من حقوقها السياسية .. فشاركت في البيعة .. و شاركت في الجهاد .. والولاية الخاصة .. وحق الشورى .. وأعطاها أهلية التكليف .. والحدود والقصاص والدية والشهادة ( وهناك شواهد في تاريخنا الإسلامي لِما وصلت إليه المرأة في من مشاركات اجتماعية لا يتسع المجال لذكرها ) ويأتي اليوم وباسم الدين من ينادي بوأد البنات بنسخة متطورة .. ويمنعها من حقوقها بسبب أوهام لا توجد إلا في عقول المعارضين أنفسهم .. وخوفاً من أيدي أجنبية تقود النساء إلى ما يخالف شرع الله .. إن مجرد التفكير في هذا الأمر هو الهول بعينه .. فنسائنا وبناتنا اعقل من أن ينجرفن في مثل هذه المصائب .. وهن تربيتكم لا محالة .. ولا يعني أن امرأة أو اثنتين اُشتبه في تورطهن بشي من هذا .. أن نعمم على جميع نساء المملكة .. ولا يعني أن البعض منهن مازالت تقبع تحت عبودية الرجل ولم تدرك حقوقها التي كفلها الإسلام لها .. وتتصدر نيابة عن نساء المملكة وتعارض أي حراك للمطالبة بحقوق مشروعة – أنهن على حق – نحن لا نريد إلا ما كفله الإسلام لنا من حقوق .. ونرفض أن نكون سفينة تتخطفنا أمواج التيارات الفكرية ... لنا قرارنا ولنا استقلاليتنا ونستطيع أن ندافع عن حقوقنا .. فقط ابعدوا عنا .. والتفتوا للأمراض الاجتماعية التي استشرت في المجتمع بسبب تسليط مجهركم على قضايا المرأة فقط .
بالمناسبة جاءت قرارات والدنا الملك عبدالله أمده الله بالصحة والعافية ..بإحداث 52 ألف وظيفة نسائية .. يُلجم كل محطم للمرأة منتقص منها .. لتعطيها مجال أوسع للمشاركة في بناء ونهضة ورقي هذه البلد الكريم .. وما زلنا وبانتظار المزيد جميلة كعكي