نجح التحالف العربي في وأد طموحات الهيمنة الإيرانية على اليمن واختطافه والعبث بمقدراته ومستقبل شعبه وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية. ففي ال25 من مارس 2015 واستجابة لطلب الحكومة الشرعية في اليمن، استطاع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات، وضع حد لهذه الطموحات وبتر ذراع الحوثي الإيرانية في تعبير واضح عن إرادة عربية سياسية وعسكرية موحدة عنوانها "الحزم". القاعدة الإرهابي وفي موازاة ذلك، قضى التحالف العربي على البنية التحتية لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي كان يتخذ من اليمن منطلقاً لاستقطاب عناصر متطرفة ونقطة انطلاق لهجمات إرهابية من شأنها تهديد أمن المنطقة والعالم، وعمل التحالف العربي على تأمين سلامة حركة الملاحة في باب المندب أحد أهم المضائق في العالم. وقدم التحالف دروساً عسكرية في فنون القتال والإعمار في آن واحد، فبينما كانت عمليات التحرير تجري وفق المخطط لها وتؤتي أكلها في دحر الحوثيين والقاعدة، كانت أيادي الخير ممتدة بالأمل والعطاء، الأمر الذي كان له أثره الإيجابي على استعادة الحكومة الشرعية لقدراتها وإنهاء مأساة الشعب اليمني الذي عانى من عمليات التخريب الممنهجة لمليشيات الحوثي. والبداية كانت برسالة وجهها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للسعودية وقادة الخليج طالباً فيها التدخل لحماية اليمن، حيث جاء الرد سريعاً في أواخر مارس (آذار) 2015 بإطلاق عاصفة الحزم. ميليشيا الحوثي ولعبت دول التحالف دوراً بارزاً في إنقاذ اليمن من ميليشيا الحوثي أحد "وكلاء" إيران في المنطقة حيث كانت مواقع الانقلابيين هدف الغارات جوية مكثفة أدت إلى تغيير موازين القوى وتحييد قدراتها الجوية وترسانتها من الصواريخ فيما تمكن التحالف من السيطرة على كامل المياه والأجواء اليمنية ونفذ آلاف الضربات الجوية التي استهدفت معسكرات ومواقع الحوثي. وحطم التحالف العربي أحلام إيران في عزل اليمن عن محيطه العربي وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية.. حيث نجح في بتر ذراعها الحوثية التي لم يعد لها أمل بالبقاء والسيطرة بعد أن فقدت معظم قوتها ومقاتليها وأهم المناطق والموانىء الاستراتيجية. ويحسب للتحالف العربي أنه أسقط – وبالضربة القاضية – المشروع الإيراني في السيطرة على باب المندب وبالتالي تهديد حركة الملاحة.. حيث لم تدم طويلاً التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها علي شامخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في عام 2015 وتأكيده أن "بلاده باتت على ضفاف البحر المتوسط وباب المندب". وعلى الرغم من استمرار محاولات إيران دعم المليشيات الإرهابية عبر تهريب الأسلحة، إلا أن التحالف نجح في السيطرة على غالبية الموانىء اليمنية التي شكلت لفترة طويلة طرق إمداد لإيصال أسلحتها وصواريخها إلى وكيلها في الجزيرة العربية. حلم إيران وتؤكد الوقائع على الأرض أن عمليات التحالف العربي أجهضت حلم إيران في تحويل الميليشيات الحوثية إلى كيان يمني مستقل على غرار حزب الله اللبناني واستخدامه كرأس حربة في مشاريعها التوسعية وتهديد أمن دول المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية. واستعادة الشرعية وركز التحالف العربي في بداية انطلاقته على تحييد قدرات الحوثيين الجوية وتدمير ترسانة صواريخيه البالستية وأسلحته الثقيلة.. هو ما ساهم في إنهاء التهديد الكبير الذي شكله امتلاك جماعة متطرفة خارجة عن سيطرة والقانون لكل هذا الكم من العتاد العسكري. وشرع التحالف بعد ذلك في تحرير المناطق والمحافظات اليمنية واحدة تلو الأخرى بعد أن سطرت قوات التحالف العربي والجيش والمقاومة اليمنية ملاحم بطولية أثمرت عن تحرير أكثر من 85% من الأراضي اليمنية.. فيما تقف اليوم على بعد بضع كيلومترات من محافظتي صعدة والعاصمة صنعاء بل واستطاعت أن تحرر العديد من المرتفعات والجبال المحيطة بها. وساهم كل ذلك في إعادة الشرعية وتمكين الحكومة اليمنية من أداء مهامها والسيطرة على مؤسسات الدولة وساهم بشكل واضح في بناء قدراتها عبر دعم سخي كفل للحكومة الشرعية استعادة أدوراها في إدارة الدولة اليمنية. ودحر التحالف القاعدة وبدد المخاوف العالمية من استنساخ تجارب جماعات إرهابية متطرفة داخل اليمن على غرار القاعدة وداعش في العراق وسوريا وليبيا عبر تشكيل ما يطلق عليه مجازاً بالدويلات والولايات الإسلامية بعد أن شكل لسنوات طويلة بؤرة لاستقطاب العناصر الإرهابية ونقطة انطلاق للعديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت أمن المنطقة وسلامة حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب. الجماعات التكفيرية ويحسب للتحالف العربي في اليمن قدرته على مواجهة الجماعات التكفيرية المرتبطة ب"القاعدة" بعد أن نفذ سلسلة من العمليات لضرب معاقل الإرهاب في مناطق عدة باليمن. ففي أبريل (نيسان) 2016، شنت قوات النخبة الحضرمية – بدعم من القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي – عملية عسكرية خاطفة حررت خلالها مدينة وميناء المكلا ومديريات ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة. وفي أغسطس (آب) من العام نفسه، استعادت قوات الحزام الأمني والقوات الإماراتية المشاركة في التحالف العربي السيطرة على المقرات الحكومية وطردت مسلحي القاعدة من مدينة الحوطة وبقية مناطق محافظة لحج ونشرت قوات أمنية لتأمينها. كما نفذت قوات الحزام الأمني في محافظة أبين- بدعم وإسناد من القوات الإماراتية – عمليات عسكرية وطردت عناصر القاعدة الذين كانوا يسيطرون على مدينة زنجبار وجعار لتشمل العملية جميع مديريات محافظة أبين كمدينة لودر ومودية وصولا إلى المحفد المعقل الأول للقاعدة في اليمن. أما في محافظة شبوة.. فقد دربت القوات الإماراتية قوات النخبة الشبوانية التي أوكلت لها مهمة تطهير المحافظة من تنظيم القاعدة وتأمين مدنها. النخبة الشبوانية وبدأت قوات النخبة الشبوانية في أغسطس (آب) 2017 عملية طردت خلالها مسلحي القاعدة من مدن شبوة وانتشرت في الطرقات لتأمين المنشآت النفطية والاقتصادية ولا تزال القوات – بإسناد من القوات الإماراتية – تواصل الانتشار وتقتحم معاقل تنظيم القاعدة في شبوة لتأمينها ومواجهة التنظيمات المتطرفة. واستكملت قوات النخبة الحضرمية مؤخراً عملية "الفيصل" العسكرية لتحرير وادي المسيني أهم معاقل تنظيم القاعدة في حضرموت، بدعم وإسناد من القوات الإماراتية. وتعد عملية "السيف الحاسم" ضد تنظيم القاعدة في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة أحدث هذه العمليات والتي أدت إلى طرد التنظيم وتكبيده خسائر فادحة. دور إنساني بارز ولعبت الإمارات دوراً إنسانياً بارزاً إلى جانب الدور العسكري ما شكل امتداداً لدورها والتزامها تجاه شعب اليمن، فمنذ "عاصفة الحزم"، كثفت الدولة من دعمها لليمن على المستويات كافة وخاصة الإنسانية لمساعدة شعبه على تجاوز التحديات. وكشفت وزارة الخارجية و التعاون الدولي أن حجم مساعدات الإمارات للجمهورية اليمنية خلال الفترة من أبريل (نيسان) 2015 حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 بلغ نحو 9 مليارات و400 مليون درهم. وتنطلق الإمارات في دعمها لليمن من عدة مبادئ في مقدمتها مواقفها الثابتة في نصرة الحق والدفاع عنه.. الأمر الذي أرسى دعائمه الشيخ زايد ويواصل النهج نفسه رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حيث لا تدخر الإمارات جهدا في حماية المدنيين أو تكثيف المساعدات الإغاثية والطبية. ودعمت الإمارات المسار السياسي لحل الأزمة وفقاً لمرجعيات أساسية سواء قرار مجلس الأمن رقم /2216/ أو المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. ومنذ بدء الأحداث.. كانت الإمارات من أوائل الدول التي استجابت للنداء الإنساني للشعب اليمني ليتجاوز محنته اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وانعكس ذلك على حجم المساعدات المباشرة. وساهمت الإمارات في تعزيز قدرات الحكومة اليمنية في إعادة بناء مؤسسات التعليم والصحة والإسكان وإعادة بناء المنشآت الرسمية إضافة إلى دعمها البارز في تعزيز قدرات الجيش اليمني.