ذكرت مصادر أن الحكومة السعودية تولت إدارة مجموعة بن لادن للتشييد والمقاولات، وتناقش انتقالا محتملا لبعض أصول مجموعة التشييد العملاقة إلى الدولة، بينما رئيس مجلس إدارتها وأعضاء أخرون من العائلة قيد الاحتجاز. وقالت مصادر بالقطاعين المصرفي والصناعي ل"رويترز" طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب الحساسية السياسية والتجارية للموضوع، إنه يبدو أن تحرك الرياض للسيطرة يهدف إلى ضمان أن تتمكن المجموعة من أن تواصل خدمة خطط السعودية للتنمية. بينما لم يرد مديرون بالمجموعة على اتصالات هاتفية، تسعى للحصول على تعقيب، ولم يرد أيضا مسؤولون بوزارة المالية أو الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع على طلبات للتعقيب. وقالت المصادر إنه رغم أن ملكية بن لادن حاليا تبقى للعائلة، إلا أن المجموعة تجري مفاوضات مع الحكومة بشأن الانتقال المحتمل لبعض أصولها إلى الدولة، أو ربما تخفيض أو إلغاء القروض الحكومية القائمة لدى المجموعة. وقال مصدر مصرفي على دراية مفصلة بالمجموعة، إن إجمالي الديون ربما يبلغ حوالي 30 مليار دولار، وهي ميراث فترة استمرت حوالي 18 شهرا، عندما أحجمت الحكومة عن تسوية الكثير من ديونها مع تضرر ماليتها من ضعف أسعار النفط. ومن غير الواضح ما إذا كان طريقة تعامل الحكومة مع المجموعة قد تحدد سابقة لقضايا رجال الأعمال الآخرين المحتجزين في الحملة على الفساد، ومن بينهم الأمير الوليد بن طلال، أحد أبرز رجال الإعمال في السعودية، ورئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة التي لها استثمارات عالمية متنوعة. وبسبب الأهمية الإستراتيجية لمجموعة بن لادن لقطاع التشييد ومشاريع التنمية، وأيضا مشاكلها المالية، فإنها قد تلقى معاملة مختلفة عن أصول المحتجزين الآخرين المشتبه بهم. وقالت المصادر إن من بين ممثلي الحكومة في لجنة الإدارة الجديدة، عبد الرحمن الحركان، وهو رئيس تنفيذي سابق لشركة دار الأركان العقارية السعودية، وخالد نحاس عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" المنتجة للبتروكيماويات، وتضم اللجنة أيضا عضوين من العائلة هما يحيي بن لادن وعبد الله بن لادن. وأضافت المصدر أن عائلة بن لادن كان لها في السابق السيطرة الكاملة على المجموعة، وكان بكر بن لادن يتخذ معظم القرارات. ومجموعة بن لادن، التي كان يعمل بها أكثر من 100 ألف موظف في ذروة نشاطها، هي أكبر شركة للبناء في المملكة ومهمة لخطط الرياض لإقامة مشاريع عقارية وصناعية وسياحية كبرى للمساعدة في تنويع الاقتصاد، بعيدا عن صادرات النفط. لكن المجموعة تضررت ماليا في العامين الماضيين من ركود في قطاع التشييد واستبعاد مؤقت من عقود جديدة للدولة بعد حادث سقوط رافعة عملاقة قتل فيه 107 أشخاص في الحرم المكي في 2015. واضطرت للاستغناء عن آلاف الموظفين. ورغم أن أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة الذي قتلته قوات أمريكية في 2011، هو أحد أعضاء العائلة إلا أن الشركة لم يكن لها أي روابط معه. واحتجزت السلطات عشرات من كبار المسؤولين ورجال الأعمال في أكتوبر الماضي في إطار حملة واسعة على الفساد، وقالت المصادر إن بكر بن لادن رئيس مجلس إدارة مجموعة بن لادن وبضعة أعضاء في العائلة بين المحتجزين. ويحاول مسؤولون سعوديون التفاوض على تسويات مع المحتجزين، قائلين إنهم يهدفون الى استعادة حوالي 100 مليار دولار من أموال مستحقة للدولة، وقالت المصادر إن المحادثات بشأن مستقبل مجموعة بن لادن جزء من هذا المسعى. ومنذ احتجاز أعضاء من عائلة بن لادن، شكلت وزارة المالية لجنة من 5 أعضاء من بينهم ثلاثة ممثلين للحكومة للإشراف على أنشطة المجموعة ومعالجة العلاقات مع الموردين والمقاولين.