منذ لحظة إعلان فوز قطر بتنظيم مونديال كأس العالم واتهامات الفساد تحاصر الملف القطري، والذي كان سبباً رئيساً فيما بعد بالإطاحة بمافيا الفساد داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي تصدرها رئيس الاتحاد السابق جوزيف بلاتر ونائبه ميشيل بلاتيني والمدير التنفيذي للاتحاد جيروم فالكه، وقبلهم رئيس الاتحاد الآسيوي السابق عضو اللجنة التنفيذية ب"فيفا" محمد بن همام، وأسماء عدة طالتها يد القانون وشطبت مدى الحياة، لثبوت تهم الفساد ضدهم، فيما يخضع البعض لعقوبة السجن. وأجرت مؤسسة الاستشارات كورنرستون غلوبال دراسة جديدة، عملت على بحث تداعيات الأزمة الدبلوماسية الحالية بين قطر والرباعية العربية، خاصة أن من بينها ثلاث دول مجاورة لقطر، وكان من المفترض أن تلعب دوراً في تنظيم البطولة. وكان تقرير سري نقله موقع بي بي سي سبورت كشف أن المخاطر المحيطة بمشروع استضافة كأس العالم في 2022 والفساد المقترن به قد تدفع في النهاية إلى عدم استضافتها له. وأوضحت دراسة أجريت من قبل الاستشاريين الإداريين في كورنر ستون غلوبال للاستشارات والتي حصل عليها بي بي سي، حول تقييم تأثير الأزمة الحالية بين قطر وجيرانها، أن الوثيقة تحذر شركات البناء العاملة على برنامج البنية التحتية لكأس العالم، والذي تبلغ قيمته 200 مليار دولار من أنه مشروع عالي الخطورة. وأشار التقرير إلى أن المطلعين على البطولة والخبراء الإقليميين ذكروا لنا أنه بعيد كل البعد أن تستضيف الدوحة البطولة. وسبق أن حقق المحقق الأمريكي مايكل غارسيا في ملف استضافة قطر لمونديال 2022، وأثبتت تحرياته وجود فساد مالي ودفع رشاوى مقابل حصول قطر على حقوق الاستضافة. شراء الذمم أوضح مسؤول التسويق الرياضي الأرجنتيني أليخاندرو بورزاكو أن نائب رئيس "فيفا" ورئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم حتى وفاته في 2014 خوليو غروندونا أخبره بالحصول على مليون دولار مقابل صوته الذي ساعد قطر في الحصول على شرف تنظيم المونديال، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية. فساد مزدوج تسهيل ابن همام انضمام أستراليا إلى الاتحاد الآسيوي في الوقت الذي كان يرأس فيه الاتحاد، وتمت هذه الصفقة كهدية للاتحاد الأسترالي، ليضمن مقعداً شبه دائم في كأس العالم بعد سنوات مع العذاب والمعاناة مع خامس أمريكا اللاتينية، في المقابل تنازل اتحاد وطن الكنغرو عن فكرة تنظيم مونديال 2022، رغم أنهم كانوا أقوى المرشحين. المال مقابل الأصوات البرلماني البريطاني الشهير مايكل كونارتي أكد أنه اطلع على الوثائق التي تثبت بالأدلة الدامغة أن عضواً قطرياً في اللجنة التنفيذية ل"فيفا"، وهو محمد بن همام، دفع مبالغ كبيرة من المال لجذب دعم الاتحادات الأفريقية والآسيوية في استضافة قطر للمونديال. صفقات مشبوهة احتضن قصر الإليزيه في باريس في نوفمبر 2010، لقاء بين كل من ابن أمير قطر (السابق) وبلاتيني والرئيس الفرنسي وقتئذ نيكولا ساركوزي وميشال بلاتيني وملاك نادي باريس سان جيرمان، لمناقشة شراء قطر نادي باريس سان جيرمان، بسبب المصاعب المالية التي كان يعانيها، فضلاً عن إنشاء قناة رياضية لمنافسة قناة فرنسية أراد ساركوزي أن يضعفها، مقابل التصويت لمصلحة قطر.