أكدت صحيفة لوموند الفرنسية أن النيابة المالية الوطنية في فرنسا قد طالبت بمحاكمة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتهمتي الفساد واستغلال النفوذ وانتهاك السرية في القضية التي عرفت باسم "التنصت"، ومحاكمة الرئيس الفرنسي الأسبق لها متعلقٌ في الشأن الرياضي، بعدما اصبح متهما بأنه اللاعب الخفي في تحويل صوت الاتحاد الأوروبي والفرنسي لمصلحة ملف قطر في استضافة مونديال 2022، وقد بثت عدد من وسائل الإعلام في الأعوام الأخيرة تقارير صحافية أشارت إلى تورط ساركوزي في منح قطر أصوات الاتحادين الأوروبي والفرنسي بعد الاجتماع الشهير في قصر الإليزيه، وضم أمير قطر الحالي تميم بن حمد، والقطري محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني، والرئيس الفرنسي المتورط بتهم الفساد واستغلال النفوذ عقب تحقيقات لفريق من المحققين الفرنسيين وثبت لديهم حصوله على مبالغ مالية مقابل مساعدة قطر في ملف استضافتها لمونديال 2022. وتمتلك فرنسا قانون سابين الذي يتيح لها ملاحقة المسؤولين الأجانب حتى ولو كانوا خارج حدود فرنسا، إذا كان الأمر يتعلق بقضايا الفساد والرشاوى، وتكهنت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن النيابة الفرنسية ستصدر قراراً يقضي بملاحقة أمير قطر الحالي تميم بن حمد ووالده حمد بن خليفة بتهم فساد ورشاوى تمت بين الأطراف الثلاثة في فترات سابقة، كان منها رياضياً حصول قطر على استضافة مونديال 2022، وشراء قطر لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي بتسهيلات من الرئيس السابق ساركوزي، بهدف إنقاذ النادي من الإفلاس، بعد أن حولت فرنسا أصواتها إلى ملف قطر 2022. الرئيس السابق للاتحاد الدولي جوزيف بلاتر أكد في تصريحات صحافية سابقة على أن موقف الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس الأسبق للاتحاد الأوروبي تغير في ليلةٍ وضحاها، فبعد أن كان متمسكاً بعدم أحقية فوز قطر باستضافة مونديال 2022، تحول إلى أكبر الداعمين للملف القطري المحاط بالكثير من الشبهات والشكوك، وقال بلاتر في تصريحات سابقة للإنجليزي ديفيد كون مؤلف كتاب "سقوط بيت فيفا": بلاتيني هو الملام بكل ما حدث، لقد سحب الأصوات من ملف الولاياتالمتحدةالأمريكية وحولها إلى قطر، بفضل علاقته المتينة مع ساركوزي، لقد استطاع قلب الطاولة لصالحهم، ووثقت ببلاتيني الذي كرر لي أكثر من مرة بأنه سيحدد تصويته وفق ما يراه مناسب أما أنا فلم اقتنع بأن قطر تستحق تنظيم المونديال، وكان ذلك واضحاً على ملامح وجهي لحظة إعلان النتيجة". وفي شأن مختلف، يمثل اليوم الأربعاء القطري ناصر الخليفي أمام القضاء السويسري للاستماع لأقواله على خلفية اتهامه من الادعاء السويسري بتهم فساد ورشاوى مقابل الحصول على حقوق بث بطولات كأس العالم 2026 و2030، وهو الملف الذي يشترك به مع الأمين العام السابق للاتحاد الدولي جيروم فالكه، والذي تلقى مبالغ مالية مقابل العمل على تسهيل حصول مجموعة قنوات "بي ان سبورتس" القطرية على حقوق البث، ورغم نفي فالكه حصوله على أي مبالغ من القطري ناصر الخليفي إلا أن شرطة الأموال العامة في إيطاليا قد أعلنت الأسبوع الماضي تحفظها على فيلا في جزيرة سردينيا قيمتها سبعة ملايين يورو، يعتقد محققون سويسريون أن الخليفي أهداها لفالكه مقابل الحصول على تسهيلات للظفر بحقوق البث. كما أكدت صحيفة "ليكيب"الفرنسية في عددها الصادر يوم الخميس الماضي أن الخليفي منح نجل فالكه سبياستيان عقداً مفتوحاً للعمل في النادي الفرنسي، وقد تم تعيينه مسئولاً في قسم التسويق بالنادي الباريسي كمسئولاً عن الرسوم المتحركة للعلامة التجارية عام 2011 في الوقت الذي كان والده يشغل منصب الأمين العام ل"الفيفا"، قبل أن يتم معاقبته بالإيقاف عشرة أعوام بعد ثبوت إدانته بسوء التصرف بشأن تذاكر كأس العالم وإساءة استغلال نفقات مالية تابعة للاتحاد الدولي، ومحاولاته ببيع الحقوق التلفزيونية بأقل من قيمتها السوقية.