تتسابق شركات الإنتاج الفني على تقديم وجبة دسمة من الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان المبارك والذي أصبح بالفعل موسماً لتسويق المسلسلات التليفزيونية بكل ما يحويه هذا الإنتاج الضخم من أعمال جيدة مقابل الكثير من الأعمال التافهة والفجة التي لا تحتمل أي قيمة حقيقية ولا تحقق حتى التسلية أو الترفيه. والمتابع للأعمال الدرامية التي تضج بها الشاشات منذ بداية الشهر الكريم سوف يصطدم بهذا الكم الكبير من دراما الرعب والتخويف والدم والتي يمكن أن تؤثر تأثيراً مدمراً في سلوكيات الأطفال والمراهقين، وتجعلهم أكثر ميلاً للعنف والتخريب وربما التطرف. ولنا في بعض الأعمال التي تتناول تنظيم داعش الإرهابي مثال واضح على هذا التأثير السلبي والذي لا يتناسب مع أجواء رمضان الإيمانية وكذلك كثير من الأعمال الدرامية الأخرى التي تقدم صورة مشوهة للحياة الأسرية والعلاقة بين الزوج وزوجته، لدرجة أن أحد هذه الأعمال يصور زوجه تعتدي بالضرب على زوجها . في المقابل نلاحظ جميعاً ندرة تصل إلى حد الغياب في الأعمال الدرامية التي تقدم نموذج المسلم المعتدل السمح الإيجابي المعني بقضايا وطنه، أو أي عمل يحتفي بالعلاقات الأسرية الناجحة أو الشباب المتميز في أي مجال وقلة المسلسلات التي تروي انتصارات المسلمين في رمضان أو تحتفي بالنماذج المضيئة من أعلام الإسلام وعلمائه. ولا يخفى على عاقل أن سيطرة دراما العنف والدم على شاشات التليفزيون في رمضان يمكن أن تسهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ترسيخ نظرة تشاؤميه سلبيهتجاه الحياة والتي تحولت بفعل هذه المسلسلات الرخيصة إلى غابة لا يأمن الإنسان فيها على نفسه أو أولاده. وحتى لا نستيقظ يوماً على جريمة أو سلوكيات ارتكباه مراهقون أو شباب صغار السن نتيجة تأثرهم بهذه الأعمال، أدعو هيئة التليفزيون السعودي التدقيق فيما يعرض من مسلسلات خلال شهر رمضان، واختيار الأعمال الدرامية التي تحمل فكراً وقيمة وتناقش قضايا المجتمع بموضوعية وأمانة حتى وأن تطلب الأمر إجراء تعديل في النصوص الدرامية. قبل أن تتحول إلى صورة مخيفة أو مشوهة والأهم مراعاة نوعية الأعمال المناسبة للعرض في رمضان لأن كثير من الأعمال التي تعرض حالياً لا تتناسب بأي حال مع فضائل وأجواء الشهر الكريم بل أنها تخالف تماماً كل القيم العظيمة المرتبطة بالصيام. aboodalzahim@