أجرى منسق الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب، سلسلة لقاءات في باريس في طليعتها لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، وتم بحث مسار جنيف وما ترتب على اجتماعات أستانة والتطورات على الأرض في سوريا. وأكد حجاب في لقاء مع صحيفة "الحياة" أن استقباله من الرئيس الفرنسي الجديد بعد يوم من لقاء الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو رسالة دعم قوية للمعارضة الديمقراطية السورية. وشدد حجاب على ضرورة أن تستمر المفاوضات تحت مظلة الأممالمتحدة في جنيف وليس في أستانة، قائلاً إنه لم تتبلور بعد استراتيجية أمريكية بالنسبة إلى سوريا. وأوضح حجاب: "كنت في واشنطن الشهر الماضي والتقيت في البيت الأبيض المعنيين بالملف السوري في الخارجية والكونغرس والحقيقة لم تتبلور استراتيجية أمريكية حول سوريا، وفق ما فهمنا، الأولوية لمكافحة الإرهاب ومناطق آمنة للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي". ورفض حجاب ما تقرر في اجتماعات أستانة، قائلاً إن إيران وهي جزء أساسي من المشكلة، وبالتالي لا يمكن أن تكون ضامناً ومراقباً وقف إطلاق النار، مشيداً بالدعم السعودي الذي وصفه ب"جيد وكبير". وعن نتائج اجتماعات جنيف الأخيرة، قال حجاب: "منذ أن انطلقت جنيف في شباط 2014 لم تحقق أي نقلة نوعية للانتقال السياسي والسبب الأساسي هو رفض النظام أن يتحدث في الموضوع، لذلك يضيع كل الوقت ويستثمر الديبلوماسية الدولية لشراء المزيد من الوقت لتحقيق مكتسبات على الأرض، سواء كان النظام أو حلفاءه الروس أو الإيرانيين". وعن الانتقادات لأداء المعارضة قال حجاب: أنا أيضاً أنتقد أداءها، الحقيقة أن المعارضة السورية في أسوأ أوضاعها وأحوالها، فهي مشتتة وغير مؤهلة لتقود المرحلة، والهيئة العليا التي أمثلها هي نتاج مكونات مختلفة للمعارضة السورية وبالتالي هذا ينعكس على أداء الهيئة العليا. ودعا المعارضة السورية إلى أن تستفيد من مسار المناطق الآمنة، لتعزز وجودها على الأرض في سورية، موضحاً لا يجوز أن تكون المعارضة مقيمة في فرنسا أو تركيا أو أي بلد آخر، بل يجب أن تكون مع الشعب السوري وتعيش معاناته طالما هناك الآن حديث عن مناطق آمنة، هذه فرصة ذهبية للمعارضة السورية يجب أن تستثمرها.