اتهمت المعارضة السورية ايران والنظام السوري بعرقلة التوصل إلى اتفاق في مفاوضات استانة التي رعتها روسيا وتركيا. في المقابل، أعلن حسين جابري أنصاري نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لن تنظر في مطالبة المعارضة السورية بسحب وحدات القوات الإيرانية من سوريا، معتبرا ذلك «تصريحات ضعيفة وخسيسة». وقال أنصاري في حديث لوكالة نوفوستي الروسية: «لن ننظر في هذه التصريحات ولن نرد عليها لأنها تصريحات ضعيفة وخسيسة لأطراف ورطت نفسها والشعب السوري ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها في المحنة». وكشف أنصاري أن أول لقاء روسي إيراني تركي على مستوى الخبراء حول إنشاء آلية للرقابة على الهدنة في سوريا قد جرى في أستانة، مؤكدا أن اللقاء الثاني سيعقد بعد أسبوع أو أسبوعين، وسيتعين عليه إكمال الإجراءات الخاصة بإطلاق عمل الآلية. في اطار منفصل، استمر الجدل حول الدستور الذي وضعه الروس لسوريا الجديدة وسلمت موسكو نسخة منه للمعارضة في مفاوضات استانة، والتي رفضت الاخيرة تسلمها وتركتها على الطاولة. وفي هذا السياق، اوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امام مجلس الدوما تفاصيل تتعلّق بهذا الدستور. وقال إن مشروع الدستور السوري، الذي وزعته موسكو أثناء مفاوضات أستانة، يعتمد على اقتراحات طرحها النظام والمعارضة ودول المنطقة. وأضاف أنه سيعقد يوم الجمعة المقبل لقاء مع ممثلي المعارضة السورية السياسية، بهدف إزالة الشبهات بأن تكون روسيا وتركيا وإيران تحاول تبديل كل ما تم تحقيقه في مسار التسوية السورية حتى الآن ب«عملية أستانة». وأوضح الوزير أنه خلال هذا اللقاء سيبلغ المعارضين السوريين بكل ما جرى في أستانة وبالرؤية الروسية لتطوير عملية أستانة بشكل إيجابي.وبشأن نتائج أستانة، اعتبر لافروف أنها سترفع التسوية السورية إلى مستوى جديد نوعيا، حيث تم التوافق على مشاركة المعارضة المسلحة في المفاوضات حول التسوية إلى جانب المعارضة السياسية، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي. بدوره، أشاد رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف بالمحادثات ووصفها بأنها «ميلاد» لصيغة تفاوض جديدة. نفي ومشاركة مشروطة في سياق متصل، وبينما قالت مصادر صحفية روسية إن الخارجية الروسية دعت رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب ووفد المعارضة المسلحة الذي شارك أستانة، قال الناطق باسم الهيئة رياض نعسان آغا إنها الهيئة لم تتسلم دعوة لحضور اجتماعات موسكو. وأضاف أن «الدعوة إذا ما كانت فهي موجهة بشكل شخصي لرياض حجاب». كما نفى مصدر في وفد الفصائل أن تكون وصلتهم أي دعوة روسية، ورجح أن الروس يتحدثون عن المعارضة القريبة منهم (جماعات القاهرةوموسكو) وليس وفد المعارضة المسلحة.