كانت قمة الرياض قبل أسبوع سُمًّا على كبود أعدائها ، وصُدم الجميع عندما علموا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قرر أن تكون أول رحلاته إلى المملكة العربية السعودية. وبالنسبة لي لم يكن هذا مستغرباً لأن المملكة دولة رائدة في المجال السياسي وخصوصاً في محاربة التطرف والإرهاب وإلا لم يكن مركز "إعتدال" لمحاربة الفكر بالفكر مقره بالرياض . قبل إنعقاد القمم الثلاثة بأيام كانت هناك محاولات من البعض لاستنقاص الجهود المبذولة من المملكة في محاولة جمع الكلمة وتحسين الأحوال "المتردية" في الشرق الأوسط ، وكان هذا الإحباط مصدره صحف إخبارية تمولها دولة قطر ، وحتى أن بعض تلك الصحف خلقت خلافات سياسية بشأن اليمن ليس لها دليل من الصحة والمصداقية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ، ومحاولة شق الصف لأن الإمارات لها تأثير أكبر من تأثير دولة قطر في التحالف العربي . وقد يسبب ذلك تأخيراً كبيراً في إنهاء قضية الملف اليمني . المسألة ليست حرباً إعلامية فقط ، بل المسألة كما أتفق عليها الجميع أنها أمن وطن ، أمن خليج ، أمن أمة . والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان ولم نجد له إجابة مقنعة لماذا اختارت قطر هذا التوقيت لإظهار ماكان يدور في الغرف المغلقة؟ وهل الصفعة وصلت إلى قطر! كنا نردد دائماً "خليجنا واحد" ولكن الآن أمننا أهم من وحدة خليجنا. وإذا كانت قطر مراهقة سياسيًّا لسنا نحن المسؤولين أن نتحمل عبء أخطائها . ألم يتعلم تميم ذلك الدرس الذي تجرعنا من خلاله المرارة ، عندما قام باراك أوباما بتغيير الحليف من الخليج إلى إيران ، حدث مالم يحمد عقباه وتضررت المنطقة بشكل كبير من مخلفاته التي أبقاها خلفه ، ولكن أتوقع أنهم استمتعوا على تلك الأحوال الغابرة. إن محاولة قطر لفرض كلمتها على دول المنطقة وأن تكون هي الأساس والمرجع للجميع ، لهو من نسج الخيال صنعه في عقولهم شلّة "عزمي بشارة" ، وإلا كيف لدولة بحجم قطر تريد أن تضع العالم كله في يدها ، مع العلم أن الصين التي هي أكبر حجماً بأضعاف وأكثر كثافة بأضعاف الأضعاف ، لم تستطيع أن تصل إلى ما تتخيله تلك التي لا تساوي شيء بجانب خريطة الصين . إساءات قطر المتكررة لم تقف إلى هذا الحد ، ومحاولاتها لارتداء ثوباً أكبر منها لهو خطأ كبير قد يعرض الدولة والشعب إلى الانتكاسة . فمصادمة المملكة سياسيًّا ليس بالتصور الذي وضعه لكم ذلك وشلته ، ومحاولة مخالفتها كقولها أن حزب الله حركة مقاومة ، وعدم تصنيف جماعة الإخوان من الجماعات الإرهابية ، لسوف تتحمل عتباتها قطر مستقبلاً ، وذلك التصريح الذي يعد سقطة تاريخية وهو ماجاء في سياق #تصريحات_تميم وهو كشف ماكان مخبأ تحت عمامة الصداقة المزيفة ، حينما قال أن قاعدة العديد سوف تكفينا من أطماع دول الجوار ، وهذا السؤال موجه لكبار المحللين السياسيين عسى أن يجدوا إجابة مقنعة لي ، من هي تلك الدولة التي تطمع بغازات تميم؟ وللتذكير لم ننسى أيضاً عندما وصفوا إرهابيي العوامية بالمحتجين ! على قطر أن تفيق قبل أن تضيع ، وعلى الذي استماتوا من أجل الدفاع عن قطر ومحاولة تحسين صورة العلاقة التي شووهها كبارهم ، أن يستفيقوا ويعرفوا في أي صف يقفون . لم تنتهي السلسلة إلى هنا والأيام كفيلة بأن تكشف ما كان مستور . SalehAL3bdli@