أتذكرون "خالد الغامدي"، المواطن السّعودي الذي عجزت "رُكبته" يومًا عن حمله، فتجاسر عليها محاربًا داء السُمنة وأدواء التدخين اللّتان كادتا أن تصرعاه، حتى صعد بجسده الخمسيني الذي أعاد إليها اعدادات "المصنع الإلهي" الذي خلقها في "أحسن تقويم"، وصعد بها إلى أعلى "جبال الهملايا"، سعيًا منه إلى "ترويج ودعم مفهوم الطب الوقائي والصحة البدنية والذهنية والرياضة"؟! أتذكرون "خالد" الذي رفع شعار "رؤية السعودية 2030" في قمة "إفرست"، أعلى جبل على وجه الأرض في "التبت" على حدود الصين ونيبال؟! أتذكرون "الغامدي" الذي كان ضمن (4) ألف فقط، أفلحوا في صعود القمة من بين (14) ألف حاولوا تسلق الجبل منذ العام 1922م؟! "الوئام" صعدت إلى "الغامدي الشاهق"، الذي هزم اليأس والسُمنة والتدخين وأمراض العصر جميعها، مقدمًا درسًا في الصمود و"الصعود" وعدم الركون إلى مصليًا على "المقعد"، مستسلمًا إلى أسر "السيقان الواهنة"! يحكي "الغامدي" قصته لقراء "الوئام" وهو يتأهّب إلى صعود القمة الثانية من قمم الكون السبع": "إلبروس"، أعلى قمة في القارة الأوروبية بعد نجاحه العام الماضي في تجاوز القمة الأولى "إفرست". يقول الغامدي، إنّ الهدف الأول من سعيه إلى صعود القمم السبع، "رفع شعار رؤية السعودية 2030 على هاماتها، مع شعار: (لن نرض دون القمة بديلاً)، والترويج لها في أوساط الشباب السعودي، بجانب راية التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ليكون علم وإسم المملكة العربية السعودية عالياً في المحافل العالمية كافة. بدأت فكرة "خالد الغامدي"، حين وجد نفسه يومًا يصلّي جالسًا على المقعد "بسبب انشغاله في العمل وترك رياضة كرة القدم التي كان يمارسها ل (20) سنة". قال: "لعلّ سنة واحدة كانت هي الفارقة. زاد وزني وارتخت منّي العضلات والتفّت الساق بالساق، واستيقظت اصابة رياضية قديمة في الركبة من سباتها وسط الدهون. راجعت الطبيب وقتها، واقترح أن أضع بالونًا حول وسطي وأهرول في المسبح لتقوية العضلات". لم ترق نصيحة الطبيب ل "الغامدي"، فقرّر الذهاب لاختصاصي أشار عليه بضرورة تقويم الساقين بقطع جزء من كل ساق، حتّى يخف الضغط على الرُكب. يقول: "لم أركن للأطباء رغم صحة المعطيات الطبية، فاسرعت بالاشتراك في (دايت سنتر) وانتظمت في (صالة الجيم) الرياضية، وركّزت على تقوية العضلات المحيطة بالرُكب. بعد شهرين، حلّ رمضان العام 2016 وكنت قادرًا على الهرولة مسافة (8) كيلومترات تحت درجة حرارة (45) وأنا صائم، واحتفلت ببلوغي الخمسين في قمة (إفرست)، رافعًا راية التوحيد بجانب شعار (رؤية 2030)، في ذات الوقت الذي متوقعًا أن أكون طريح السرير الأبيض دون حراك، ولله الحمد والمنّة! بعد أقل من (60) يومًا – أي في 24 يوليو 2017 – يبدأ "خالد الغامدي" مغامرته الثانية بصعود قمة (إلبروس) في روسيا، وتعتبر أعلى قمة في القارة الأوروبية، بارتفاع (5,642) مترًا، ومن المقرر أن يكمل صعوده خلال (13) يومًا من السفح للقمة، وسط جبال مغطاة بالثلوج والمرتفعات الوعرة، ورحمة الله من قبل ومن بعد. أثناء رحلة "الغامدي" غير المسبوقة، "سيتم الترويج يوميًا عبر وسائل التواصل الإجتماعي ل (رؤية السعودية)، ومقارنتها بطُرق الدول والمجتمعات الأخرى في التغيير القسري للمجتمعات الذي أسفر عن ضحايا بشرية وخسائر فادحة، كما حدث مع (لينين) و(ماوتسي تونغ)". والرسائل التي سيحملها الغامدي، "موجّهة للفئات العمرية المستهدفة، مع رفع شعار (الرؤية)، بجانب راية التوحيد عند نهاية كل رحلة، ويتبع ذلك، تأليف كتاب توثيقي عن أحداث الرحلة". يشير "الغامدي"، إلى أن مثل هذه الرحلات، غالبًا ما تكون جماعية، بعدد لا يتجاوز (14) مشاركًا، عبر مؤسسات مُصرّح لها في بلد القمة، "ويتضمن ذلك، التأمين والرعاية الطبية والتراخيص وغيرها من المتطلبات الرسمية لإجراء مثل هذه الرحلات، التتي تعتمد على وجود راعي أو رعاة، نظرًا للكُلفة الكبيرة، ويمكنني انجازها بيُسر، متى وجدت رعاية مناسبة". وفي سؤال ل "الوئام" عن: "ما الجديد في مغامرته المطروقة". قال الغامدي: "الجديد في الأمر، رفع راية التوحيد في أعلى قمم الدنيا، بجانب شعار رؤية المملكة، وتأليف كتاب عن أدب الرحلات السعودية الخاصة بتسلّق قمم العالم، وهو ضربٌ من الأدب النادر الذي سيثري المكتبة العربية التي تشكو فقرًا مدقعًا من هذه الأسفار". ويستعرض الغامدي مخاطر مغامرته، يقول: "عليك أولاً التقيّد بملابس المرتفعات، وأن تحمل فأسًا مخصوصًا وتنتعل حذاءً مزودًا بالشُوك للسير في الثلوج، ومن ثمّ أن تتصدى للعقبات التي يمكن أن تواجهك، ومنها: عدم تأقلم جسدك مع الارتفاع الهائل لقمم الجبال المستهدفة بالصعود، لقلّة الأوكسجين وانخفاض الضغط والرياح الثلجية القاتلة والسقوط المفاجيء في الصدوع، مع احتمال بتر الأطراف بسبب عضّات البرد أو الوفاة المباغتة. عند كل قمة، يلقى عدد كبير من المتسلقين حتفهم. حتى أنّ (35) شخصاً لقوا مصرعهم السنة الماضية في قمة (إلبروس)، التي أهم بالصعود إليها متوكلًا على الله تعالى، الحافظ الحفيظ". يختم "خالد الغامدي" حديثه ل "الوئام"، بتأكيده التواصل مع ولاة الأمر متّبعًا القنوات الرسمية لاستكمال مطلوبات الرحلة الاجرائية. ويضيف مستبشرًا الخير: "أنا متأكد حال وصول الأمر لأيديهم – بالرغم من انشغالهم – أن ألقى دعمًا يُيسّر لي العقبات، ويجعل القمم في متناول (رؤية المملكة) وشبابها الطموح، وهذا ديدن حكومتنا الرشيدة حفظها الله".