تناقلت وسائل إعلام إيرانية الهجوم الذي استهدف مدراء قنوات التليجرام ونشطاء مدنيين، وسياسيين، في أماكن متفرقة من إيران، حيث ذكرت أن قوى القمع الإيرانية التابعة للحرس الثوري اقتحمت 12 منزلا واعتقلت أكثر من 12 شخصا ونقلتهم إلى جهات غير معلومة. كما أقدمت على حجب قنواتهم على شبكة "تليجرام"، وتأتي تلك الحملة بالتزامن مع بدء عيد النيروز الفارسي، ولم تكتف القوات الأمنية بهذه الاعتقالات التعسفية بل أرسلت استدعاءات للكثير من النشطاء السياسيين والمدنيين وحذرتهم من أي نشاط معاد للنظام الإيراني. كما تعرض السجناء السياسيون داخل السجون إلى ضغوط مشددة وكان أبرزهم الناشط السياسي "عيسى سحر خيزو" الذي تعرض إلى الضرب المبرح على يد السجانين قبل أسبوع. وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية فإن آرش صادقي وهو سجين رأي منع بواسطة الحرس الثوري من الذهاب للمستشفى بعدما تعرض لعملية تعذيب وحشي من قبلهم. وعبرت منظمة مراسلون بلا حدود عن قلقها تجاه الوضع الصحي للسيدة هنجامه شهيدي التي أضربت عن الطعام احتجاجا على الممارسات الوحشية داخل السجون الإيرانية. وحسبما قاله بعض المراقبين للشأن الإيراني أن هذه الهجمة المسعورة للاعتقالات مزدوجة حيث تشنها مؤسستان أمنيتان معروفتان بشدة قمعهما وهما وزارة الاستخبارات الإيرانية والمعروفة ب "اطلاعات" والأخرى استخبارات الحرس الثوري، حيث بدأت هاتان الجهتان في التنافس باقتحام منازل المواطنين والقيام بالاعتقالات العشوائية. ولم تقتصر شدة القمع هذه على العاصمة الإيرانيةطهران بل تضاعف في الأقاليم غير الفارسية، ففي إقليم "بلوشستان" ذات الأغلبية السنية تسارعت وتيرة تنفيذ أحكام الإعدام ضد أهل السنة من البلوش، كما اشتد القمع في إقليم الأحواز العربي. وشهدت مدن إقليم "كردستان" خلال الأيام الماضية موجة من الاعتقالات المسعورة، الأمر الذي دفع ب "تنظيم صقور زاجروس الكردي" يوم الخميس الماضي في مدينة مريوان أكبر مدن الأقليم بتصفية ثلاثة من الحرس الثوري وإصابة آخر بإصابات بليغية، حيث أعلن التنظيم في بيان له عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت بأن العملية جاءت ردا على انتهاك الحرس الثوري لحرمة المواطنين الأكراد وإيذائهم.