يحاور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، غدًا ( الثلاثاء) طلاب وطالبات جامعة الملك عبدالعزيز وعددًا من المثقفين والأكاديميين وأطياف المجتمع المختلفة، في لقاء مفتوح ضمن أنشطة " مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال " ويتحدث سموه في الحوار الذي تستضيفه جامعة المؤسس عن الاعتدال عبر أربعة محاور. وسيتطرق أمير منطقة مكةالمكرمة خلال الحوار إلى التطلعات المنوطة بمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، والمواطن السعودي ودوره في مواجهة التطرف والإرهاب، ودور المملكة في مكافحة التطرف والإرهاب وأخيراً طرق تعزيز قيم الاعتدال والانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، كما يجيب سموه على مداخلات الحضور. ويأتي اللقاء المفتوح لأمير المنطقة استمرارًا لعملية التأصيل العلمي للاعتدال ، وإظهار الصورة الصحيحة له وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي للمملكة ، والحرص على نشر ثقافته بين أفراد المجتمع السعودي وتأصيل الشواهد والمواقف الدالة عليه والمحفزة له ، باعتبار الاعتدال إحدى السمات الدينية والحضارية التي تطمح كثير من المجتمعات للظهور بها وبلورتها على أرض الواقع من خلال سلوك سياسي واقتصادي واجتماعي مسئول، سيما وأن الأمة الإسلامية هي أكثر الأمم وسطية واعتدالاً ، مصداقاً لقوله تعالى ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). وبالعودة لتاريخ مركز الأمير خالد الفيصل ، فقد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – يرحمه الله – قبل نحو 5 أعوام أعمال ندوة الاعتدال السعودي بجامعة الملك عبد العزيز ، حينها كان المركز لا يزال كرسيًا ، وألقى الأمير خالد الفيصل محاضرة تحدث فيها عن تأصيل منهج الاعتدال ، ثم في العام 1437 ه صدرت موافقة سموه على تحويل الكرسي إلى مركز فكانت تلك الخطوة بمثابة حجر الزاوية لانطلاقة عمل المركز الذي اعتمد استراتيجية التأصيل العلمي والبناء المعرفي في نشر الاعتدال ونبذ التطرف. ويهدف المركز إلى مواصلة الجهود لنشر الاعتدال، ومحاربة الفكر المتطرف بكل أشكاله وأنواعه ، إلى جانب المتغيرات العالمية المعاصرة والظروف المحيطة بالمنطقة، والمتمثلة في تحديات محاربة التطرف ونشر الاعتدال، جراء النمو المتزايد لتيارات التطرف والإرهاب خارج المملكة ، ومحاولتها اليائسة لغرس جذورها الفاسدة في فكر الشباب السعودي، كما يعمل على نشر ثقافة الاعتدال والتعريف بالمنهج المعتدل للمملكة في شتى المجالات ، إضافة للحاجة إلى توعية الشباب بخطر التطرف الفكري وأثره على الانتماء الوطني ، وأهمية تماسك الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي ، في ظل تعرض فئة الشباب عبر العالم الافتراضي للكثير من المحاولات الرامية إلى التجنيد والتحريض وكسب تأييد المتطرفين والإرهابيين . ويهتم المركز أيضًا بتكثيف الجهود التوعوية والوقائية وتضافرها في مجال نشر الاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله بين أفراد المجتمع السعودي ، وتعزيز المواجهة الفكرية للفكر المتطرف الإرهابي عبر وسائل متطورة وآليات حديثة في مجال التوعية الوقائية وحماية الشباب والفتيات من الأفكار المنحرفة والمتطرفة . كما يسلط المركز الضوء على منهج الاعتدال السعودي منذ تأسيس المملكة ، والعمل على غرس مفهوم الاعتدال بين أبناء وبنات المملكة من النشء والشباب والكبار، إلى جانب الإسهام في تعزيز قيم الاعتدال ، وتعميق روح الانتماء للوطن ، ورصد وتوثيق جهود رموز الدولة السعودية منذ إنشائها وحتى هذا الوقت الحاضر في مجال تعزيز الوسطية ، بالإضافة للإسهام في رفع الوعي المجتمعي وثقافته في مجال الاعتدال السعودي . وسيتولى مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال مواصلة الجهود لاستقطاب باحثين أكفأ من أجل الإسهام في تحقيق أهداف المركز، وإجراء البحوث العلمية والدراسات المتخصصة في مجال نشر ثقافة الاعتدال وكشف أساليب الجماعات المتطرفة والإرهابيين، ويركز أيضًا على إجراء البحوث الميدانية والدراسات الحقلية لتعزيز منهج الاعتدال والوسطية الذي تنتهجه المملكة ، والتنسيق مع الجهات المعنية من أجل إمداد المناهج الدراسية في التعليم العام والتعليم العالي بأحدث الأساليب الجاذبة للبناء المعرفي الذي يتسم بالاعتدال . وسيعقد المركز خلال الفترة المقبلة ورش عمل وحلقات نقاش حوارية مع الشباب من الجنسين في مختلف مدن المملكة ، لتعريفهم بسمات الاعتدال وفي الوقت نفسه بمخاطر التطرف الفكري وأهمية الانتماء لهذا الوطن الذي يتبنى الفكر الاعتدالي والوسطي الذي هو من سمات الإسلام ، وتعزيز كل ذلك في نفوسهم ، كما سينظم محاضرات وندوات ومؤتمرات وبرامج تسهم في تعزيز ورفع درجة الوعي في المجتمع السعودي تجاه المخاطر والتحديات المحتملة . كما يركز على الشباب من خلال المسابقات والملتقيات الطلابية والمهرجانات الشبابية للوصول إلى جيل معافى تماماً من خطر الأفكار الضالة والتوجهات المنحرفة، وعليه سيتم رصد الرؤى الشبابية في مجال اهتمامات المركز وطرحها على طاولة الحوار ومناقشتها بالموضوعية المطلوبة ، للوصول إلى إنجازات فكرية يكون مرجعيتها المركز . وسيتولى المركز إصدار المطبوعات ذات السمة التوعوية الثقافية ، إسهامًا منه في رفع درجة الوعي الفكري لدى فئات المجتمع السعودي تعزيزاً لأهمية الاعتدال في كل المجالات الحياتية ، ونبذاً للتطرف والغلو وكل مظاهر الإرهاب المادي والمعنوي ، وسيركز على مد جسور التعاون مع الجهات ذات العلاقة داخلياً وخارجياً ، مما يسهم في تفعيل دور المركز محلياً وإقليمياً وعالمياً وتحقيق أهدافه العامة والخاصة إلى جانب تزويد الجهات الأمنية والدينية والتربوية التعليمية ، بكل النتائج التي تتمخض عن البحوث والدراسات التي يقوم بإجرائها المركز . وعن منهجية العمل فإن المركز أيضاً ،سيبدأ في بناء خطته الاستراتيجية لتعزيز الانتماء الوطني لدى المجتمع السعودي وأجياله القادمة ، ورفع مستوى وعي المجتمع السعودي وثقافته تجاه التيارات التي تحاول أن تعبث بأمن المملكة وسلامة أراضيها ، كذلك نشر ثقافة الاعتدال ، وحسر التيارات التي تدعو إلى الإرهاب والتطرف ، كما سيعمل على انجاز الكثير من الدراسات التطبيقية والميدانية والبرامج الثقافية والوقائية والتوعية في مجال الاعتدال ومحاربة الإرهاب والتطرف الرامية لتعزيز وإيضاح الصورة الحقيقية والواقعية عن المملكة العربية السعودية وتشريعاتها ونظمها داخليًا وخارجيًا في ضوء سياسة الاعتدال التي تنتهجها.