أسعدني كثيرًا ما نشرته إحدى الصحف الإيرانية المقرّبة من النظام، عندما قالت: إن صحيفة "الوئام" السعودية تعتمد بث الفرقة والخلاف واستهداف الوحدة القومية الإيرانية، في إشارة إلى خبر مطالبات المعارضة الأذرية الإيرانية في الخارج من ترامب استثناء أقاليم محددة من قرار حظر دخول الإيرانيين إلى الولاياتالمتحدة، وبقدر سعادتي من غضب الصحيفة. أتعجب من ممارسات الإعلام الإيراني المفضوحة والتي دائمًا ما تقع في تناقضات فجّة وفاضحة، فهل نسيت الصحيفة الإيرانية وغيرها كثير ما يقوم به الإعلام الإيراني المقروء أو المسموع أو عبر الفضائيات من تحريض واضح وتدخل مفضوح في شؤون بلادنا وبقية الدول العربية، هل نسيت تلك الصحيفة ما تقوم به قناة العالم من استضافات متكررة لأعداء البلدان العربية ؟ وما يقوم به الإعلام الإيراني من دعوات متكررة إلى تقسيم السعودية طائفيًا، ودعمها، بل إنها فعلت ذلك على الواقع في لبنان والعراق؟ هذه التناقضات ليس لها تفسير عقلي ومنطقي سوى أنه خطاب استغفال واضح لبعض من سلموا عقولهم للآلة الإعلامية في طهران والتي تحاول جاهدة تغطية تلك التناقضات وهذا الاستغفال بترديد شعارات الموت لأمريكا ونصرة المظلومين، وهي الشعارات التي أثبت الواقع كذبها عندما تحولت مناطق عربية واسعة إلى نار ودمار وتشريد، بعد أن كانت آمنة مطمئنة،بهذا الاستغفال يمكننا أن ندخل إلى مخاطبة عقول من تبقى من شيعة السعودية والخليج والعرب، وهو يصدق هذه الترهات، هل بقي لهذا النوع من الإعلام مصداقية أو بعضًا من واقعية حتى يمكن مشاهدته فضلًا عن تصديقه واتباعه؟ إلى متى يستدرجكم هذا الإعلام المتناقض ويحرضكم ضد أوطانكم؟ إلى متى تسيرون خلف المتناقض على حساب من يعاملكم بالمصداقية والواقعية؟ سوف تظل هذه الأسئلة عالقة حتى يبقى هذا الإعلام وحيدًا يخاطب نفسه ويجد نفسه وحيدًا مضطرًا للعودة للخلف أو الإغلاق أو مراجعة سياسته، لكن المؤسف أن يتم ذلك بعد أن يشعل المنطقة عبر عقول بعض من يصدّقه ويتبعه وينفذ أجندته. بقي القول إن "الوئام" وغيرها من صحف السعودية ستكون بالمرصاد لمن يحاول استهداف بلادنا وخليجنا ووطنا العربي، بكل طوائفه ومذاهبه وعرقياته ضد نظام فعل الكثير عبر دغدغة العواطف وتصدير الشعارات وممارسة الأكاذيب علنًا، بينما يمارس في الداخل اسوأ أنواع التعذيب والقمع والإهانة لمواطنيه وشعوب أقاليمه بكل مذاهبهم وعرقياتهم.