أكد الملك فيليب السادس ملك إسبانيا حرص بلاده على تطوير علاقاتها الاقتصادية التجارية والاستثمارية مع المملكة، انطلاقًا مما تمتلكه من رصيد تاريخي وثقافي طويل، فضلاً عن المكانة المتميزة التي بلغتها الشراكة الاقتصادية التجارية والاستثمارية بين البلدين باعتبارهما من أكبر الشركاء التجاريين، مبينًا أن إسبانيا تحتل المركز الثالث بين الدول الأوربية المستوردة من المملكة. جاء ذلك في سياق كلمة ألقاها خلال زيارته لغرفة الرياض، صباح اليوم الاثنين، حيث كان في استقباله رئيس مجلس إدارة الغرفة المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وأعضاء مجلس الإدارة، وجمع من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، وبحضور أعضاء الوفد المرافق لجلالته. وقال العاهل الإسباني: إن بلاده تتطلع إلى توثيق علاقاتها التاريخية وروابطها مع المملكة على جميع المستويات السياسية والتجارية والاستثمارية، بما يعزز علاقات الصداقة بين الشعبين الإسباني والسعودي، وتطوير الشراكة التجارية والاستثمارية. وأضاف إن تواجد العديد الشركات الإسبانية ومشاركتها في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في المملكة دليل على الثقة الكبيرة في الخبرة والتقنية الإسبانية، مؤكدًا أن الشركات الإسبانية تراهن على المستقبل في المملكة، ولهذا فإنها تسعى إلى الاستثمار والدخول في شراكات مع قطاع الأعمال السعودي لتنفيذ العديد من المشاريع في المجالات الهندسية والطاقة المتجددة للمساهمة في التنمية الاقتصادية بالمملكة وتحلية المياه، كما عبر عن رغبة هذه الشركات في المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني من خلال الإسهام في تأهيل العمالة السعودية وسد الفجوة في التدريب المهني للمساعدة في توفير المزيد من فرص العمل للشباب وتحقيق اقتصاد متنامٍ في المملكة من خلال الشراكة بين قطاعي الأعمال في البلدين. وأوضح أن النجاح الذي حققته الشركات الإسبانية في تنفيذ المشاريع التنموية يعد محفزًا لتقوم بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية، مشيدًا في هذا الإطار بما وجده من حسن الضيافة وكرم الاستقبال من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – والشعب السعودي، مؤكدًا رغبة بلاده في تحقيق المزيد من التعاون التجاري والاقتصادي المستقبلي مع المملكة. وكان قد تحدث في اللقاء كل من السيدة ماريا لويزا بنسيلا وزيرة الدولة للتجارة، والسيد انقو دي لاسارينا وزير الأشغال العامة، حيث أكدا رغبة بلادهم في تحقيق المزيد من التعاون التجاري والاقتصادي والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في الاقتصاد السعودي، كما أشار إلى أهمية إيجاد علاقات شراكة بين قطاعي الأعمال في البلدين للنهوض بالمستوى التجاري ليصبح أفضل مما هو عليه الآن. ومن جانبه رحب رئيس مجلس إدارة الغرفة المهندس الراجحي باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس وقطاع الأعمال بمنطقة الرياض بجلالة الملك فيليب السادس وأعضاء الوفد المرافق، مؤكدًا ثقته في أن هذه الزيارة ستعطي دفعة قوية لعلاقات الصداقة التاريخية التي يتجاوز عمرها 6 عقود، وتعزيز الشراكة الاقتصادية التجارية والاستثمارية، بما يخدم مصالح الشعبين. وقال الراجحي: إن قطاع الأعمال السعودي ممتن للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين بدعم وتشجيع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وجلالة ملك إسبانيا وحكومته، معربًا عن التطلع إلى المزيد من خطوات التعاون والشراكة، خصوصًا في ظل اعتماد المملكة لرؤيتها المستقبلية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، التي ترسم خططها لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني والتحول لاقتصاد متنوع، مؤكدًا استعداد القطاع الخاص السعودي لتعزيز هذه الشراكة. وأضاف أنه رغم أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين تحتفظ بمستوى جيد يتحدى المشكلات التي تجابه الاقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية، إلا أن القطاع الخاص السعودي يتطلع إلى زخم أكبر لهذه العلاقات، بما يعكس حجم القوة الاقتصادية التي تمثلها الدولتان. وعلى صعيد الاستثمار ثمن رئيس غرفة الرياض المساهمة النشطة للمستثمرين الإسبان في المملكة الذين يعملون منذ سنوات طويلة في مجال مصافي البترول، والصناعات البتروكيماوية بتعاون مع شركتي أرامكو وسابك، فضلاً عن المساهمة البارزة في مشروعات ضخمة مثل مشروعي قطار الحرمين ومترو الرياض، إضافة لمشروعات تحلية المياه، آملاً في المقابل إلى تعزيز الاستثمارات السعودية في إسبانيا وزيادة فرص نفاذ السلع والمنتجات السعودية لأسواقها. وكان قد تم على هامش الزيارة عقد لقاءات بين رجال الأعمال السعوديين وأعضاء الوفد التجاري الإسباني تم من خلال بحث سبل التعاون المشترك وطرق الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في اقتصاد البلدين، كما تم التأكيد على زيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بما يتواكب وعلاقات البلدين المتطورة في مختلف المجالات.