لطالما سمعنا أو قرأنا أو شاهدنا قصصًا مأساوية تعرضت لها أسر سعودية في مختلف الأمصار والتي تعاطف معها كل أطياف الشعب السعودي؛ لأننا وبحمد الله كشعب سعودي نمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. طاهر مسفر المالكي – رحمه الله – أحد أبناء هذا الوطن الغالي والذي تعرض هو وأسرته إلى اعتداء آثم ويدٍ غادرة أفقدته حياته وحياة ابنه الأكبر "مسفر" رحمه الله، بينما أصيب أفراد أسرته الباقون بإصابات أثرت على صحتهم وحركتهم والتي لا يزال يعاني منها البعض حتى هذه اللحظة. صحيفة "الوئام" تحدثت لأسرته وكشفت لكم تفاصيل إصابة أسرة طاهر المالكي حتى عودة آخر ابن من أبنائه المصابين إلى أرض الوطن، مساء هذا اليوم الجمعة. حالة الأسرة الصحية: الزوجة: لعلنا نبدأ بمدرسة التربية التي هي الأخرى طالتها يد الظلم والعدوان زوجة المرحوم – طاهر المالكي – وأم أبنائه التي تعرضت لإصابات عدة إثر هذا التفجير الغاشم الذي وقع بتاريخ 1437/9/23 ه، والذي أفقدها إحدى كليتيها وأجزاء من أحشائها، والذي أفقدها المشي حتى هذه اللحظة ومازالت تتلقى العلاج الطبيعي وقد مكثت قرابة 3 أشهر في المستشفيات التركية بعد حادثة التفجير. ريناد: البنت الكبيرة لطاهر المالكي، والتي أصيبت بعدة شظايا في جميع أنحاء جسمها وكسر لازمها عدة أشهر ولم يجبر إلا قبل فترة وجيزة. بتّال: الابن الأصغر والذي أصيب هو الآخر بإصابة في رأسه أثرت على الدماغ، وقد مكث في العناية المركزة قرابة 3 أشهر فقد من خلالها النظر والذي عاد له وبفضل من الله بعد فترة وجيزة من خروجه من المستشفى، ولكنه لا يزال لا يستطيع المشي حيث يتلقى العلاج الطبيعي داخل المملكة العربية السعودية حتى هذه اللحظة. جواد: الابن الأوسط وآخر المصابين إثر هذه الحادثة، والذي هبط ولله الحمد قبل قليل لأرض الوطن بعد فترة علاج مكثها داخل مستشفى "أجي بآدم فوليا بإسطنبول" والتي قاربت 7 أشهر، والذي أصيب في الجهة اليسرى من الدماغ، والتي أثرت على الجزء الأيمن من الدماغ والذي أفقده الحركة حتى هذه اللحظة، وقد ذكر الأطباء أنه يحتاج لعلاج مكثف لمدة سنة ونصف كي يستطيع المشي بإذن الله، كما تم بتر أصابع رجله اليمنى، ويعاني جواد من فقدان عظمة الجمجمة من الجهة اليسرى من الرأس حيث أقرّ الفريق الطبي المعالج له بإجراء عملية جراحية عبارة عن زراعة عظمة الجمجمة بعد سبعة أشهر من الآن. الجدير بالذكر أن الابن جواد لا يعلم حتى هذه اللحظة عن وفاة والده وشقيقه الأكبر خوفًا على حالته الصحية. مناشدة جواد: هذا وقد ناشد جواد المالكي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أطال الله في عمره – الذي أولى المواطن جلّ اهتمامه بالموافقة على ما تم رفعه من قبل القنصلية السعودية بإسطنبول وبعد توصية الفريق الطبي المعالج له بإجراء عملية زراعة عظمة الجمجمة من الجهة اليسرى من الرأس في نفس المستشفى الذي تلقى علاجه بداخلها طيلة هذه الفترة، كما أكّد المالكي أنه يحتاج في الفترة القادمة إلى علاج تأهيلي في أحد المستشفيات التأهيلية المتخصصة في مثل هذه الحالات الأمر الذي قد يكلفه مبالغ باهظة؛ فيرجوا من خادم الحرمين الشريفين توفير كل سبل العلاج له حتى يستطيع العودة والعيش مع بقية أسرته وممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي. شكر جواد وأسرته: وفي ختام هذا التقرير تتوجه أسرة المغفور له بإذن الله طاهر المالكي إلى المولى – عز وجل – على لطفه بهم وقدره الذي قدره عليهم، وأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، كما توجهوا بالشكر ثانيًا إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – على ما أولاه من عناية بهم ومتابعة مستمرة لحالتهم من خلال سفارات المملكة وقتصلياتها الخارجية. وأكدت أسرة المالكي شكرها وامتنانها لجميع أفراد القنصلية السعودية بإسطنبول ويخصون بالذكر كلاً من السفير السعودي بجمهورية تركيا عادل مرداد، وأفراد القنصلية السعودية بإسطنبول ومنهم عبدالله الرشيدان.