200 ألف ريال وإعاقة وجروح غائرة وفقدان وظيفة وحفظ قضية وكابوس البتر، هي ضريبة علاج المواطن محمد حسن يوسف خميس "35 عاماً" في مستشفى الملك فهد المركزي ب"جازان" بعد تعرضه لحادث سير، حيث تعرض لأخطاء طبية أفقدته القدرة على المشي وأبقته طريح الفراش في الوقت الذي رفض فيه ديوان المظالم و"صحة جازان" شكواه بحجة عدم الاختصاص ل"الأول" وسفر الطبيب ل"الثاني". يقول خميس في حديثه ل"سبق": "تعرضت لحادث سير بينما كنت برفقة أسرتي في رحلة سياحية بمدينة الحديدة اليمنية، أصبت على إثره بثمانية كسور في عظمة الفخذ اليمنى و9 كسور في عظمة الفخذ اليسرى، وبعد ثلاثة أيام تم نقلي من أحد المستشفيات الخاصة باليمن إلى مستشفى الملك فهد المركزي ب"جازان" عن طريق منفذ الطوال. وواصل "خميس" سرد معاناته قائلاً: "بعد ثلاثة أشهر مكثتها في مستشفى الملك فهد أخبرني الأطباء بضرورة بتر رجلي اليسرى، إلا أنني رفضت إجراء العملية وخرجت على مسئوليتي الخاصة على الرغم من تدهور حالتي الصحية وتقرح الجروح". وأضاف: "خرجت من المستشفى معاقاً ولا أستطيع الحركة، وإحدى رجلي قصيرة، عندها توجهت إلى أحد المستشفيات الخاصة في عسير، وأجريت كشفاً طبياً مبدئياً، وأخبروني أن ما حدث بفعل أخطاء طبية ارتكبها الفريق الطبي المعالج في مستشفى الملك فهد". وتابع: "طلب مني المستشفى الخاص مبلغ 200 ألف ريال لترميم ما تم إتلافه في مستشفى الملك فهد، ليس هذا فحسب، بل إنهم أخبروني بأن رجلي لا تحتاج إلى بتر، فنزل عليّ الخبر كالصاعقة رغم أني نجوت بفضل من الله". ويمضي "خميس" قائلاً: "خرجت من مستشفى الملك فهد بإعاقة حرمتني الوظيفة، حيث أحلت للتقاعد وأنا أعول أسرة مكونة من زوجتي وأطفالي الثلاثة براتب متواضع 1700 ريال". واستطرد في حديثه: "عندها تقدمت بشكوى إلى صحة جازان وتم حفظها بحجة سفر الطبيب، وتوجهت بشكوى أخرى إلى ديوان المظالم، وتم رفضها لعدم الاختصاص، وتوجهت والدتي بشكوى ثالثة إلى إمارة منطقة جازان، وتم أيضاً إحالتها إلى صحة جازان حيث ضاعت حقوقي". وناشد أطفاله الثلاثة الذين لم تفارق الدموع محياهم حزناً وألماً على حال والدهم وهم ينتظرون من ينصفه عبر "سبق" أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة في بلد "الحرمين" التكفل بعلاجه بعد أن تخلت عنه "الصحة"، حيث قالوا: "نريد أن يستطيع والدنا المشي. "سبق" تواصلت مع المديرية العامة للشئون الصحية ب"جازان" الأربعاء الماضي، وتم إرسال الاستفسار عن طريق الإيميل ووعدوا بالرد الذي لم يصل حتى يوم السبت، وتم التواصل مرة أخرى مع مدير إدارة الإعلام الصحي، حيث وعد بالرد، إلا أن الصحيفة لم تتلق أي رد حتى ساعة إعداد الخبر، اليوم الاثنين، وعلمت "سبق" أن إمارة منطقة جازان خاطبت الشئون الصحية لعلاج "خميس" بعد شكوى والدته قبل ثلاث سنوات. ومن جانبه، علق المحامي والمستشار القانوني عبدالكريم البليهي على قانونية حفظ القضية عند سفر المتسبب، حيث قال ل"سبق": "في حال ارتكب موظف ما من أي جهة حكومية كانت أو أهلية خطأ تتحمل الجهة مسئولية ذلك الخطأ تجاه المتضرر حتى في حال سافر المتسبب، وللجهة الحق بمقاضاة منسوبيها على أخطائهم".