أكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، أن المؤتمر الدولي "الاستشراق ماله وما عليه" أتى في وقت نحنُ في أمس الحاجة إلى تصحيح نظرة الآخرين نحو ديننا الإسلامي، ومجتمعاتنا المسلمة، خاصة من قبل الباحثين والدارسين الغربيين، مشيراً إلى أن المشرق العربي يثمن دوماً جهود المنصفين من المستشرقين الذين سجلوا ذاكرة المكان، ووثقوا ظروف الإنسان ونمط حياته وحالته في نفسه وداخل متجمعه، حيث سجلوا أدق التفاصيل التي أسهمت في إثراء المعرفة البشرية بأوضاع هذا الجزء الثري من العالم. وقال سموه: لقد حان الوقت الذي نطلب فيه من المستشرقين المحدثين بتحقيق تراث أسلافهم، وعرضه على ما يتوفر من معلومات غزيرة في متناول الباحثين، لتنقية وتصحيح بعض المراجع مما يشوبه من معلومات مغلوطة لم تكن سوى أساطير، كاشفاً في الوقت نفسه أنه لا يوجد في عالمنا العربي ممن كَتَبَ عن الغرب بالشكل الذي كتب به الغرب عن الشرق، مطالباً بإنشاء المراكز البحثية في جامعاتنا السعودية من أجل أن نتعرف عن الغرب بعمقٍ أكثر، وإعادة تحقيق كتب المستشرقين، وذلك بعقد تعاون بين الجامعات العربية ومراكز البحوث في الغرب من أجل تنقية هذه المراجع الهامة مما شابها من أمور لا تتفق مع واقع مجتمعاتنا العربية والإسلامية. وأضاف سمو أمير منطقة القصيم: أن مقياس التقدم من وجهةِ نظري الشخصية، لا يعني التقدم التكنولوجي أو المادّي، بل إن التقدم يكون في المباديء والأخلاق النبيلة، واتباع تعاليم ديننا الإسلامي. وأوضح سمو الأمير فيصل بن مشعل، أن هناك من البعض من يعتبر التمسك بالعادات والتقاليد بأنها تخلف، مشيراً إلى أن هذه جزئية من جزئيات اختلاف الثقافات، وأن النظرة المنصفة والعادلة للإرث الديني والثقافي والحضاري للشعوب توضح بطلان ذلك، متأملاً أن يكون ذلك جزءاً ممن يجب أن يُناقش في هذا المؤتمر، متمنياً أيضاً أن ينقل المشاركون الوسطية والاعتدال الذي هو المنهج السليم لهذا الدين ولهذا الوطن الغالي، سائلاً الله تعالى أن يجعل في توصيات هذا المؤتمر الدولي الخير والفائدة من هذه الفئة من الأصدقاء المستشرقين، داعياً الله العلي القدير أن ينصر دينه وأن يُعلي كلمته. جاء ذلك في كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم خلال رعايته مساء أمس، حفل افتتاح المؤتمر الدولي "الاستشراق ماله و ما عليه"، الذي نظمته جامعة القصيم ممثلة بقسم الدراسات الإسلامية بكلية العلوم والآداب بمحافظة الرس، وذلك في مركز الشيخ صالح بن مطلق الحناكي الثقافي. حيث بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة عميد كلية العلوم والآداب بالرس رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبدالرحمن بن صالح الغفيلي التي رحب من خلالها في حضور سموه ورعايته للمؤتمر، متحدثاً عن فكرة المؤتمر التي انطلقت من حرص المستشرقين وعلمهم بعظم الحضارة الإسلامية والعربية، وبدء استقبال القائمين على المؤتمر أكثر من 340 فكرة بحثية بهذا الخصوص، اجتاز منها 104 أفكار، وافقت اللجنة العلمية على مشاركة 55 ورقة منها. ووصف الدكتور الغفيلي هذا المؤتمر بالنوعي، مشيداً بالدعم المتواصل الذي حظي به التعليم ومناشط التعليم الدائم من حكومتنا الرشيدة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – منوهاً بمتابعة وحرص معالي مدير جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود، واصلاً الشكر لرعاة المؤتمر، الذين أثبتوا تلاحم القطاع الخاص مع القطاع الحكومي والخدمي والعلمي، شاكراً سموه على رعايته للمؤتمر، داعياً الله أن يحفظ لنا بلادنا، وأن يديم عليها عِزها وأمنها. عقب ذلك ألقيت كلمة الضيوف ألقاها نيابةً عنهم البروفسور هارج جورج من ألمانيا الذي تحدث فيها عن عمق الحضارة العربية والإسلامية، التي تستجلب المستشرق للبحث والاستشراف عليها ومعرفتها، شاكراً الجميع على حسن الضيافة والاستقبال. إثر ذلك ألقى معالي مدير جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن الداود كلمة كشف فيها أنه أول مرةٍ يُقام مؤتمر دولي في إحدى كليات جامعة القصيم، مشيراً إلى أن رعاية سموه تدل على أنه هو الداعم الأول والراعي لكل مناشط الجامعة، شاكراً لسموه على الاستجابة والحضور، سائلاً الله أن يديم علينا الأمن والأمان. ثم كرم سمو أمير منطقة القصيم الرعاة والداعمين في المؤتمر، كما تسلم سموه درعاً تذكارية بهذه المناسبة، عقبها التقطت الصور الجماعية لسموه مع المشاركين في المؤتمر.