قال الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين: "إن اجتماع قمة قادة مجلس التعاون الخليجي في المنامة، اليوم الثلاثاء، يأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع، الأمر الذي يتطلب من الجميع أعلى درجات التعاون والتكامل ليحافظ المجلس على نجاحه المستمر، ودوره المؤثر على الساحة العالمية". وأضاف عاهل البحرين – في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة ال 37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مساء اليوم: "إن مجلس التعاون في ظل ما وصل إليه من تكامل مشهود لم يعد أداة لتعزيز مكتسبات شعوبنا فقط بل أضحى صرحًا إقليميًا يبادر إلى تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي عبر دوره الفاعل في وضع الحلول والمبادرات السياسية لأزمات دول المنطقة ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية". وتابع: "تتوالى جهود التنمية الاقتصادية في دول مجلس التعاون، وما تحققه من إنجازات تُسهِم في رفعة ورفاهية مواطنيه، وتعمل على تقوية مسيرة العمل المشترك.. كما يأتي إنشاء هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية المنبثقة عن المجلس بمثابة الآلية النوعية لتحقيق التكامل التنموي وتفعيل النشاط الاقتصادي في دول الخليج لتصبح قوة اقتصادية كبرى على المستوى العالمي قائمة على أسس الإنتاجية والتنافسية والنمو المتصاعد، وبما يرتقي بمستويات التنمية المستدامة". وأشاد بالمشاريع والمبادرات والاتفاقيات الاقتصادية بين دول المجلس، ومن أهمها قيام السوق الخليجية المشتركة والربط الكهربائي والمائي والتوجه نحو الاتحاد الجمركي ومشروع ربط دول الخليج بشبكة اتصالات ومواصلات ونقل متقدمة بمختلف الوسائل كالجسور والقطارات، بهدف تحقيق التكامل التنموي الشامل الذي يأتي على أولويات جدول أعمال هذه القمة بمواضيعها المعززة للتعاون والتلاحم فيما بين الدول الأعضاء. وقال: "يتأكد لنا يوما بعد يوم أن الأمن والتنمية محوران متلازمان، وأن مواصلة دولنا في تطوير وتفعيل الاتفاقيات الدفاعية والأمنية لمواجهة كل أشكال التهديدات والإرهاب هو السبيل لحفظ سلامة أوطاننا وأمن شعوبنا وحماية منجزاتنا.. وقد شكّل تمرين (أمن الخليج العربي/واحد) – الذي تشرفت مملكة البحرين باستضافته الشهر الماضي – بمشاركة نخبة من القوات الأمنية الخليجية نقلة رائدة ومطلوبة على طريق دعم التعاون الأمني بين دولنا، لما شهده من تنفيذ محكّم وتنظيم دقيق، وبوعي يقظ لحجم المخاطر الأمنية التي تحيط بدولنا". وأضاف: "إن تفوق دولنا في مواجهة فوضى التطرف والإرهاب يأتي بتوفيق من الله سبحانه، وبفضل صبركم وحكمتكم في تقويض هذا الخطر، ونجاحكم في مواجهته، وقد كان عزمكم المخلص والجاد سببًا في المحافظة على الازدهار والتنمية والتطوير، والذي حذت حذوه الكثير من الدول المتطلعة للاستقرار والسلام". وأعرب عاهل البحرين عن خالص الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية على جهوده الكبيرة خلال أعمال الدورة الماضية التي أسهمت بشكل واضح في تطوير توجهات مرحلة العمل القادمة.. كما أعرب عن تقديره للجهود الحثيثة لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومساعيهم المخلصة في تثبيت أركان هذا الكيان التاريخي الراسخ والمعبّر عن المصالح المشتركة ومستقبلنا الواعد. وأشاد بالدور المتميز الذي يتولاه الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون والأمناء المُساعدون وكل مُوظفي الأمانة؛ لتعزيز مكانة مجلس التعاون ومتابعة تنفيذ قراراته وتطوير أدائه.