حصلت نوف الجابري طالبة الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله ، على المركز الثالث في جائزة أفضل بحث علمي على مستوى العالم في مسابقة Falling Walls 2016 المقامة في ألمانيا من خلال تحويل البلاستيك إلى طاقة. وقالت الباحثة نوف الجابري في حديثها ل«الوئام» إنها بدأت فكرة البحث عقب إطلاعها على العديد من الإحصائيات العالمية التي توصي بالتقليل من الاعتماد على البترول، وأصبح إيجاد مصادر جديدة للطاقة مسألة حتمية ولكن في نفس الوقت هذه المصادر المتجددة للطاقة يجب أن تكون صديقة للبيئة للتقليل من ظاهرة التغير المناخي. وتابعت أنها كمهندسة و باحثة في مجال النانو والطاقة بدأت تركز على مشكلة سوء التعامل مع المخلفات البلاستيكية فهذه المخلفات بالأساس هي من منتجات البترول وبالتالي هي تحتوي بطبيعتها على طاقة عالية مختزنة في روابطها و اذا ما عالجناها نستطيع استخراج هذه الطاقة و استخدامها كوقود و بالتالي نكون أوجدنا حل لمشكلتين عالميتين و هي إيجاد مصدر بديل للطاقة و تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق تحويل النفايات البلاستيكية الى وقود. وأردفت الجابري أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن أغلب النفايات ( أكثر من 50٪ من النفايات البلاستيكية ) ترمى في البحار والأنهار والمحيطات وبالتحديد في مناطق معينة تسمي (Patches) و أصبحت هذه المناطق تلوث الأسماك بمواد مسرطنة بسبب تسرب بعض من جزيئات البلاستيك الى الماء و منه إلى الأسماك أو يتم إحراق هذه النفايات، و لكن هذا يسبب في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري و لذلك بدأت الدول الأوروبية في إيقاف رمي او دفن او احراق هذه المخلفات و محاولة حل هذه المشكلة و بدأت دول مثل ألمانيا والدنمارك والنمسا بتحويل البلاستيك الى طاقة و لكن واجهوا مشكلة انتاج متزايد لغازات مضرة مثل ثاني أكسيد الكربون بسبب استخدامهم لحرارة عالية جدا تصل الى 1000 درجة مئوية. وأضافت الجابري أنه من هنا أعدت مسودة بحثها لمشروع الدكتوراه وقامت بمناقشته والتي اقترحت فيه تصنيع مادة محفزة تسمح بتحويل النفايات الى وقود في درجة حرارة منخفضة جداً لتفادي انتاج الغازات و فعالية عالية لتكسير جميع الروابط و انتاج الوقود و تمت الموافقة عليه و بدأت تعمل على تصنيع المادة المحفزة وأخيراً استطاعت تصنيعها و اختبارها ثم قدمت عرض لجزء من المشروع في مؤتمر AFM 2016 في كوريا الجنوبية و لاقى المشروع و نتائج البحث استحسان الجميع هناك. و من ثم جاءت الفكرة و تشجعت للمشاركة في المسابقة العالمية في برلين والتنافس مع 100 أفضل عقل و مفكر من أنحاء العالم و عرض البحث امام لجنة مكونة من 20 فرد من أفضل علماء و مهندسين في العالم يقودهم دكتور كارل هيلدان رئيس مؤسسة نوبل وتمكنت من الحصول على المركز الثالث على مستوى العالم ولأول مرة على مستوى المملكة والشرق الأوسط. واختتمت الجابري أنها تلقيت عقب فوزها بالجائزة العديد من عروض العمل والاهتمام بالمشروع من عدة دول أوروبية من بينها المانيا و النمسا وكذلك الكاميرون وإسرائيل ! ولكنها قابلت جميع هذة العروض بالرفض من أجل أن تخدم بلدها بإضافة حجر بناء أساسي لرؤية 2030 بإيجاد تنوع لمصادر الطاقة من خلال بحثها.