منذ ستة أعوام، كان عبدالله أحمد المطرفي يتردد على مجمعات الاتصالات يمارس هوايته بعد انتهاء عمله في إحدى منشآت القطاع الخاص، محققا بذلك شغفه التقني، وممارسا هوايته التي كانت تدر عليه دخلا إضافيا بجانب الأجر الذي كان يتقاضاه من عمله الرسمي، لكن هذا الدخل الإضافي أغراه منذ نحو عامين بترك عمله والتفرغ الكامل للعمل في بيع أجهزة الجوالات وملحقاتها، عبر امتلاكه أحد المتاجر في محافظة جدة. يقول المطرفي: "سوق الاتصالات كان ولا يزال يستهوي الكثير من الشباب السعودي، كونهم يواكبون التقنية أولا بأول، ويحرصون على الاطلاع والمعرفة حول كل ما هو جديد في هذا المجال، وهذا ليس بجديد، فمنذ أعوام قليلة تجد السعوديين يبيعون ويشترون في أجهزة الجوالات، أو يقومون بأعمال الصيانة التقنية والبرمجة، ولكن تواجدهم كان على استحياء خلال الفترة التي سبقت قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والذي قصر العمل في هذا المجال بمختلف وظائفه على الشباب والشابات السعوديين والسعوديات". ويضيف عبدالله: "لم يختلف الأمر حول مبدأ إقبال الشباب السعودي على العمل في هذا القطاع، وإنما الذي اختلف هو في عودة الأمور إلى نصابها عبر إتاحة المجال لأكبر قدر ممكن من الكوادر الوطنية لدخول السوق، وأخذ الشباب السعوديون نصيبهم المستحق والكامل، بعد أن أجبرت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أصحاب المحال بتوطين السوق بشكل كامل، وبالتالي تمت إعادة توزيع الحصص بحسب وصفه بشكل كامل للشباب الذين أثبتوا أنهم على قدر هذه الثقة". ويؤكد عبدالله المطرفي أن سوق الاتصالات تعتبر من أكثر المجالات التجارية أرباحا، خاصة وأن نموها السنوي يقدر ب10 إلى 15% من حيث المبيعات والأرباح أيضا، وبالتالي فإن المحال ستتمكن يوما بعد يوم من التوسع والانتشار، وبالتالي توفير فرص عمل مناسبة وبرواتب مجزية ومغرية للشباب السعودي. وشدد عبدالله بن أحمد أن قطاع الاتصالات يعتبر قطاعا ثابتا من حيث حجم المبيعات والمدخول المادي، لكن الآن تمت إعادة توزيع أوضاع السوق، حيث كان في السابق يعتبر المواطن مجرد اسم بدون أن يمتلك أي فكر، لكن الآن الوضع اختلف، فالشاب السعودي أصبح يمثل العنصر الرئيس في السوق، من حيث الإمكانات المادية واليدوية والتقنية، وأصبحت المنافسة بين أبناء الوطن بعد أن كانت في السابق مع العمالة الوافدة، وبدأ الشباب السعوديون في التعرف بشكل أكبر على القطاع بعد انتهاء سيطرة تلك العمالة. وأبدى المطرفي استغرابه من الأصوات التي تقلل من إمكانية إدارة الكوادر الوطنية لقطاع الاتصالات، وتلبية الاحتياجات فيه بشكل كامل، والذين يرددون بعض العبارات التي تهدف إلى تحطيم مجاديف أولئك الشباب عبر نشر صورة مسيئة عن شباب الوطن بأنهم لا يمكن الاعتماد عليهم في العمل، مطالبا المجتمع بدعم أبناء البلد، وإعطائهم الفرصة كاملة أسوة بتلك الفرص التي حصلت عليها العمالة الوافدة، ومن ثم الحكم على الشباب السعودي بأنه يستحق تلك الثقة أم لا، مؤكدا أنه يؤمن بقدرات تلك الكوار الوطنية وتمكنها من قيادة قطاع الاتصالات بشكل كامل، بسبب حجم المنافسة الموجودة في السوق، والتي ستجبر من يريد البقاء على الارتقاء بمستوى الخدمة والجودة يوما بعد يوم، من أجل كسب ثقة الزبائن والعملاء الذي يجدون منهم كل التشجيع والتحفيز.