لم يكن يدر بخلد (جواد المصعبي) في يوم ما أن يكون قطاع الاتصالات وبيع أجهزة الجوالات هو المجال الذي سيكون مصدر رزقه؛خاصة مع رؤيته لسيطرة العمالة الوافدة على هذا السوق في مختلف جوانبه واختلاف أعماله. إلا أنه فور سماعه صدور قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية القاضي بقصر العمل على السعوديين والسعوديات في جميع المهن المتعلقة بقطاع الاتصالات، سارع إلى دخول سوق العمل عبر أحد محال بيع وصيانة الأجهزة في محافظة ينبع. يقول جواد: "من قرابة أربعة أشهر فقط أصبحت أعمل في هذا المجال؛ لأن مستقبله أفضل من الكثير من المجالات الأخرى، والمنافسة لا تزال في بدايتها رغم قوتها، إلا أنها تعتبر منافسة جميلة كونها بين أبناء الوطن، وهو أمر يختلف إيجابا بدرجة كبيرة جدا عما كان عليه الأمر خلال الفترة الماضية، التي كان من النادر أن ترى أحد الشباب السعوديين داخل تلك المحال". ويضيف المصعبي: "ما يميز قطاع الاتصالات أن تفرعاته متعددة وواسعة؛ لذلك فإنه من الضروري على الراغبين في دخول هذا القطاع اختيار المجال أو التخصص الذي يرغبه ويبرع فيه؛ ليتمكن من كسب التميز بين المحال الأخرى. مشيرا إلى أن العوائد المادية التي يحققها السوق تعتبر مجزية ومغرية للشباب السعودي، لكن الأهم ألا يستعجلوا في حصد الأرباح، ولا يغفلوا عن وضع خطة ودراسة لما يريدون البدء به، وما يطمحون للوصول إليه". ويشير جواد المصعبي، أن البداية عادة ما تكون صعبة في أي تجربة، نظرا لحداثة عهد الشخص بتلك التجربة، لكن في قطاع الاتصالات لا يحتاج الشاب أو الشابة إلى وقت طويل لمعرفة أسرار السوق؛ لأن حجم التعاملات اليومية تختصر المسافة والوقت على المستثمر، لذلك فإنه في وقت مبكر سيكون صاحب العمل أو حتى من يعمل في محله على دراية كبيرة بالكثير من الجوانب الهامة في السوق. وعن إقبال الشباب السعوديين على العمل في هذا القطاع أوضح جواد، أن الكثير من الشباب يأتون بحثا عن العمل في هذا القطاع بعد قرار التوطين، موجها النصح لأولئك الشباب بعدم الاستعجال في تحقيق أعلى الأجور، لأن حجم الأجور التي تعطى لهم جيدة جدا، لكن عليهم أولا إثبات أنفسهم أمام صاحب العمل؛ ليتمكنوا من الحصول على ثقته. وبشكل عام فإن معدل الأجور في سوق الاتصالات يعتبر جيدا، بالإضافة إلى لجوء الكثير من أصحاب المحال إلى وضع بعض المميزات والحوافز المغرية للشباب، وعدد الشباب السعودي المتواجد حاليا في مجمعات الاتصالات المختلفة خير دليل على ذلك، خاصة مع ازدياد حجم ثقة العملاء يوما بعد يوم بالكوادر الوطنية سواء في البيع أو الصيانة، والتي أعطت الشباب السعودي ثقة أكبر في إمكاناتهم، وأصبحت حافزا لهم لتحقيق المزيد من الجهد والتميز.