تجري الرياح بما لاتشتهي السفن هكذا كان لسان حال الجماهير الاتحادية العريضة التي فاجأها وآلمها خبر وفاة رئيس النادي أحمد عمر مسعود ( الرئيس الذهبي ) كما تحب أن تطلق عليه جماهير العميد ، حيث وافته المنية في وقت باكر من صباح اليوم الخميس. القدر أسرع والفاجعة مؤلمة: كان القدر أقوى وأسرع من أن تستمر الرؤية الكبيرة والعمل الدؤوب لهذا الرئيس الذي أتى لكرسي الرئاسة الاتحادي "الساخن" والمثقل بديون وتراكمات وترهل في النادي على كافة الأصعدة ، إلا أنه اجتهد وعمل واستطاع أن يتخطى الصعاب ويذللها ويعصف فكره دهاليز النادي لينفض عنها عبر الهوان الذي لازمها لسنوات طويلة وأزمنة عديدة أثقلت كاهن النادي. – بدايات المسعود: ولد أحمد عمر مسعود في مدينة جدة عام 1360ه وأكمل بداياته الدراسية هناك ثم أكمل دراسته الجامعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ليحصل هناك على درجة البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال ، ليعود إلى وطنه ويخدمه من خلال عمله في الشركة العملاقة "بترومين" ويعمل مديراً لمكتب وزير البترول والثروة المعدنية وقتها ، ليعود ويعمل بعد تقاعده إلى العمل في الأعمال الحرة التي لاقى فيها نجاحاً كبيراً نظير مايملكه من إمكانيات أهلته لأن يكون أحد أنجح رجال الأعمال في مدينة جدة والمملكة. – مسعود عاشق للاتحاد: بدأ مسعود رحلة عشقه لنادي الاتحاد كلاعب في نهاية السبعينيات وبداية الثمانيات الهجرية وبعدها عاد للمدرج الاتحاد وهيئة أعضاء الشرف كعضو شرف اتحادي بارز طوال مسيرة النادي. – مسعود الرئيس الذهبي: ترأس المسعود إدارة نادي الاتحاد على فترتين كانت الأولى 1411ه -1412ه وحقق خلالها كأس سمو ولي العهد الفترة الثانية كانت في العام 1419ه وهي الفترة التي اكتسح فيها الاتحاد الموسم الرياضي بتحقيقه للرباعية الشهيرة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين 1419ه كأس دوري خادم الحرمين الشرفين 1420ه كأس دوري خادم الحرمين الشريفين 1421ه كأس سمو ولي العهد 1421ه كأس الاتحاد الآسيوي 1419ه كأس الأندية الخليجية 1419ه وكأس الملك فهد السوبر السعودي المصري 1422ه. يعتبر أول رئيس ناد يحقق أربع بطولات في موسم واحد (1419) ه ( كأس الأمير فيصل – كأس الخليج – كأس الأندية الآسيوية – كأس خادم الحرمين الشريفين ) . أول رئيس يحقق ثلاث دوريات دوري متتالية أعوام 99 و2000 و2001 . – المسعود يقود حملة للوقوف ضد الإشكاليات المالية في النادي: تم تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن ديون نادي الاتحاد عام 2008م وأمر الرئيس العام حينها الأمير سلطان بن فهد بتشكيلها وتعيين أحمد عمر مسعود رئيسا للجنة وأنهت اللجنة توصياتها في هذا الشأن ، وتابع أحمد مسعود مناضلته حيال إيضاح حقيقة ديون نادي الاتحاد وسعى كثيراً لإنهاء تلك الإشكالية والقضاء على مثل تلك الديون من خلال الرفع بطلب تشكيل لجنة أخرى للوقوف على الوضع المالي بنادي الاتحاد. – مسعود الاتحاد "إدارة الإنقاذ" : لم تكن الظروف المالية لنادي الاتحاد والتي أثرت على النادي بشكل كبير جداً حجر عثر أمام العشق الكبير لنادي الاتحاد في قلب الرئيس الذهبي الذي وافق على شرطة الهيئة العامة للرياضة بتجهيز بشيك مصدق ب(30) مليون ريال كعربون رئاسة لنادي الاتحاد وهو ماحققه هذا الرجل، وماكان هذا الشيك إلا بداية عمل وجهد كبير قادها المسعود في رئاسة نادي الاتحاد وسط هدوء كبير وبعيد عن ضوضاء الإعلام وينجح في تقليص ديون الاتحاد وينجح في تسجيل لاعبي فريقه المحليين والأجانب ويعمل على استقطاب أربعة أجانب ومدرب جديد استطاع من خلاله حصد ست نقاط من مباراتين لعبها وهي العلامة الكاملة له حتى قضاء الله الذي شاء أن يوقف مسيرة هذا الرجل الذي حاز على قلوب الاتحاديين وحظي باحترام كافة الوسط الرياضي. لحظات توقفت عندها رحلت المسعود مع نادي الاتحاد والدنيا، اقتلع مع رحيله بداية إنجاز لم يكتب له أن يكتمل فرحم الله أحمد عمر مسعود.