إن اليوم الاثنين بداية موسم (المرزم)، وهو ثاني أحر مواسم السنة الثلاثة، وهي الجوزاء، والمرزم، والكليبين، وتعد هذه المواسم الثلاثة أشد مواسم الصيف حرارة؛ إذ إن درجة الحرارة تصل إلى أعلى معدلاتها السنوية على الأجزاء الشمالية من الكرة الأرضية. وأوضح "الزعاق" أنه يتزامن دخول المرزم مع آخر (باحورة) القيظ، وأول (القدحة) التي تتسم بشدة سطوع وشعشعة الأرض بالحرارة، وبقي على الحر اللاهب ست وعشرون يومًا، ثلاثة عشر يومًا من المرزم، وثلاثة عشر يومًا من الكليبين. وأضاف: عند دخول موسم سهيل تبدأ درجات الحرارة بالهبوط التدريجي من آخر الليل، ويهدأ نفس الأرض، وترتاح المواشي فتدر اللبن، ويعرف دخول المرزم بتوسط المجرة القمة السماوية، وبكثرة العواصف المشوبة بالغبار والأتربة على الساحل الغربي، وكثرة مرور السحب الكاتمة للجو، ونجم المرزم أسطع نجوم السماء ليلًا وأكثرها بريقًا، لذا يعد رابع ألمع جرم في السماء بعد الشمس، والقمر، وكوكب الزهرة. ويطلق البحارة على نجم المرزم في الخليج (التير) والبادية يطلقون عليه في نجد (المرزم)، وهو الشعرى المذكور بالقرآن الكريم، ويقول المزارعون: (إذا غاب المرزم فالزم) ويعني ذلك التوقف عن الزراعة لفوات وقتها عند غياب هذا النجم، وفي أثناء المرزم تكثر العواصف الرملية في الساحل الغربي للمملكة، في مناطق القنفذة وقرى الساحل والطرق المؤدية منها إلى جدة. وأكد أنه تستمر جمرة (القيض) حتى دخول موسم (سهيل) في السابع عشر من ذي القعدة، وفي موسم (المرزم) يكثر نزول التمر المنصف للأسواق، ويقول العامة: (إلى طلع المرزم فامل المحزم) ومعناه أن التمر المنصف يكثر في موسم (المرزم)، والمحزم هو الجيب الداخلي أو هو حوض النخلة. وموسم المرزم يستخرج اللؤلؤ من أعماق البحر، ويستمر الجزر طوال الليل، وهي بداية هبوط درجة حرارة مياه البحر، وكذلك بوادر موسم صيد الدخل، وتهيج فيه الأفاعي والعقارب فيكثر خروجها في ساعات الليل الأولى.