وافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على رعاية حفل سوق عكاظ الذي تنطلق دورته العاشرة خلال الفترة من 6 إلى 11 ذي القعدة المقبل في محافظة الطائف بمشاركة أدباء ومثقفين وشعراء وأكاديميين من داخل المملكة وخارجها. وبالمناسبة رفع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، باسمه واسم أهالي المنطقة، الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين لرعايته هذه التظاهرة الثقافية، لافتًا إلى أن هذه الرعاية تأتي امتداداً لعنايته – أيده الله – بالمحافل العلمية والفكرية والأدبية. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن سوق عكاظ منذ إعادة إحيائه حظي بدعم القيادة في المملكة، الأمر الذي أسهم في تحوله إلى ظاهرة ثقافية تخطت المحلية، وأصبح محط اهتمام المشاركين من داخل المملكة وخارجها، مشيداً بتضافر جهود القطاعات الحكومية والأهلية ومشاركات الأدباء والمثقفين التي أسهمت أيضًا في وصول السوق لمكانته الحالية. وشهد سوق عكاظ خلال الدورات التسع الماضية تحولات كبيرة على صعيدي الفكر والمكان، فأقيمت العديد من المشاريع التطويرية فيما يخص البنيتين التحتية والفوقية، كذلك على مستوى البرامج التي شهدت تشكيل لجنة لتطوير الأنشطة والتي آتت أولى ثمارها هذا العام باستحداث برامج ثقافية وجوائز جديدة في مجالات ثقافية ومعرفية. وفي شأن تطوير وتحديث الأنشطة الثقافية والفكرية، تقدَّم للمرة الأولى في هذه الدورة جائزة الرواية البالغة قيمتها 100 ألف ريال، وجائزتي سوق عكاظ المعرفية وقيمتهما 300 ألف ريال، بواقع 200 ألف ريال لجائزة رائد أعمال عكاظ، و100 ألف ريال لجائزة مبتكر عكاظ. وتتمثل الجوائز السبع الأخرى في جائزة شاعر شباب عكاظ المخصصة للشعراء الشباب، وتهدف إلى تشجيع الشعراء الشباب، وقيمتها 100 ألف ريال وجائزة لوحة وقصيدة التي تهدف إلى تشجيع الفنون عامة وما يرتبط منها بفن العرب الأول الشعر، وذلك بإيضاح العلاقة الوثيقة بين الشعر والرسم، وقيمتها 100 ألف ريال على 3 مراكز، و«جائزة التصوير الضوئي» للمصورين من داخل المملكة وخارجها، وجائزتها 100 ألف ريال على 3 مراكز، و«جائزة الخط العربي» وقيمتها 100 ألف ريال على 3 مراكز. أما «جائزة الفلكلور الشعبي» المخصصة لمحافظات منطقة مكةالمكرمة فقيمتها 100 ألف ريال على 3 مراكز، وجائزة الحرف اليدوية وقيمتها 500 ألف ريال و«جائزة شاعر عكاظ» التي تعد من أعرق الجوائز، وتستهدف الاعتناء بالشعر العربي الفصيح، وتقدير الشاعر العربي المتميز، من خلال منحه وسام الشعر العربي ممثلاً في لقب «شاعر عكاظ»، وهي حق لكل شاعر من شعراء العربية له إنتاج منشور ومقدار الجائزة 300 ألف ريال. ويقدم سوق عكاظ برنامجاً سنوياً متكاملاً يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد الجسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، وصولاً إلى إثراء الزائر ومنحه الفائدة والمتعة، وتمت زيادة 3 جوائز إلى الجوائز السابقة في الرواية، والريادة والابتكار. كما تم في هذه الدورة إضافة فن السرد إلى جائزتي الشعر السابقتين، بوصف الشعر لسان العرب، وأدب السرد يرتبط بالواقع الأدبي العربي المعاصر، في إشارة إلى ربط الحاضر بالماضي ثقافياً، إلى جانب تأسيس برنامج عكاظ المستقبل، وأحد فروع هذا البرنامج، وتقديم جائزتين تهتمان بريادة الأعمال والابتكار، وهما جائزة رائد أعمال عكاظ، وجائزة مبتكر عكاظ. وتجاوز سوق عكاظ حدود الظاهرة الأدبية وأصبح منارة للشعر والثقافة والتقنية إذ حرص الأمير خالد الفيصل على توسيع نطاق المشاركة في الفعاليات والبرامج وتم هذا العام استحداث عكاظ المستقبل الذي يعنى بالابتكار وريادة الأعمال المعرفية، بمشاركة أكثر من 50 جهة حكومية وخاصة تُعنى بالمجال ذاته المعرض ويضم خمس منصات إبداعية تقدم مفاهيم عصرية حديثة. وسيفتح مجال النقاش بين الشباب وصناع القرار حول تقنيات المستقبل عبر "منصة الاستقبال"، فيما ستعطي صورة حية للريادة المعرفية والابتكارات الحالية في المملكة من خلال "منصة الحاضر"، وخصصت "منصة المستقبل" لاستشراف تطلعات أبناء الوطن، وعبر "منصة بناء الإنسان" سيخصص النقاش عن التعليم التطبيقي وإشراك الزوار وصنع النماذج الأولية، فيما يوجه الشباب للطريق الأمثل لبدء مشاريعهم الريادية من خلال ورش عمل تدريبية وفعالية.