عاد الفار ياسر الحبيب مجدداً من خلال الظهور على وسائل الإعلام للتحدث، وبحسب “ايلاف” فإن الهارب ياسر الحبيب في ظهوره الجديد وبعد قرار إسقاط الجنسية عنه الذي صدر من مجلس الوزراء، تحدث عن قصة خروجه من السجن في الكويت، وكيف غادر الكويت خفية عبر الحدود إلى العراق، ومكوثه هناك ثم ذهابه إلى إيران التي انتقل منها إلى لندن. يقول حبيب: سجنت لأني تطاولت وحكمت على بعض الشخصيات الدينية بأنهم في النار ضمن محاضرات أسبوعية كنت ألقيها في ديوان خدام المهدي، وكنت أناقش فيها مسائل عقائدية وتاريخية وفكرية حساسة. وعن كيفية مغادرته السجن، قال حبيب: خاطبنا ونحن في السجن مولانا قمر بني هاشم أبا الفضل العباس ورجوناه أن يتكرم علينا بالشفاعة عند الله تعالى وعند أخيه الحسين سيد الشهداء، حتى يمن الله تعالى علينا بالعودة إلى الحرية والخلاص من السجن، معاهدينه على استكمال مسيرة الدفاع عن حق آل محمد بكل ما نملكه من طاقات، ثم نذرنا نذراً شرعياً وهو أنه لو نجونا لنرفعن الأذان شخصيا في حرم سيدنا العباس في كربلاء المقدسة. وأضاف: قبل أيام قلائل من مناسبة اليوم الوطني لسنة 2004، وتحديداً قبل ثلاثة أيام منه، كنا قد استيقظنا كالعادة لأداء صلاة الصبح، وكانت عادتنا أن ننشغل عقبها حتى ما بعد شروق الشمس بالدعاء والزيارة، كما ورد في وصايا أهل البيت، واتفق في ذلك الصباح، أن رأينا فيما يرى النائم وكأننا في ساحة كبيرة يقف في أقصاها مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، فهرعت إليه وأنا أهتف به: “يا علي يا ولي الله.. يا علي يا ولي الله” قاصداً عرض مشكلتي وحاجتي، وهي التحرر من السجن. كنت أتقدم إليه لكنني لم أستطع تمييز ملامح وجهه الشريف بسبب شدة توهج النور المنبعث منه، وما إن وصلت قريباً منه حتى فوجئت باختفائه ولست أدري كيف إلا أنه ظهرت لي في الحال القبة الذهبية لمولانا أبي الفضل العباس (صلوات الله عليه) ووجدت نفسي فجأة أمام باب قبلة الحرم العباسي في كربلاء المقدسة فشعرت وكأن أمر قضاء حاجتي قد أحيل من لدن أمير المؤمنين إلى ابنه العباس عليهما السلام، فمددت يدي باتجاه القبة الشريفة وصرخت قائلاً: “يا أبا الفضل العباس.. وحقك أخرجني من السجن”. وتابع: أنني حينما أتممت هذه العبارة وجدت شخصاً يوقظني من منامي وهو يقول لي: “قم، استيقظ، إنهم قد طلبوك في قسم التصنيف”، وما إن وصلت إلى ذلك القسم حتى وجدت رجل أمن قادماً من الخارج وبيده كشف فيه أسماء مكتوبة بخط اليد، فقال لي: “أنت ياسر الحبيب؟” فأجبته بنعم، فأردف قائلاً: أبشرك ستخرج بعد ثلاثة أيام بمناسبة العفو الأميري بالعيد الوطني. وأضاف: كان الأمر بالنسبة إلي أشبه بالخيال، فعدت إلى زنزانتي وعيناي تدمعان وقلت في نفسي: فعلها العباس ورب الكعبة. وزاد: في اليوم نفسه زارني ذوي، فأوعزت إليهم بضرورة دفع مبلغ الغرامة، مع أنهم كانوا متعجبين وفي شك من حقيقة الأمر، فجميع الوساطات قد باءت بالفشل، وتلك هي شفاعة العباس النبراس حيث أطلق سراحنا ولم نكن قد قضينا من محكوميتنا سوى شهرين وخمسة وعشرين يوماً فقط. ورداً على سؤال: هل غادرت الكويت فوراً؟ قال: بعد أن تم الإفراج عنا، لم تمض ساعتان حتى اكتشف القوم أننا قد خرجنا من السجن، فذهلوا مما وقع وكانت خطتهم هي في استدراجنا مجدداً إلى السجن فاتصل أحدهم من وزارة الداخلية وعرف نفسه، ذلك بعد أقل من ساعتين من الإفراج عنا، وقال لنا بلطف مريب: إذا أمكن أن تحضروا إلى مبنى إدارة تنفيذ الأحكام بالجابرية ومعكم جواز السفر لا تقلقوا ولا تخافوا إنها مجرد إجراءات روتينية يجب استكمالها بسبب العفو. كانت لهجة ذلك الرجل مثيرة للريبة طبعاً، فأخذنا جواز سفرنا وبعض المتعلقات الشخصية وخرجنا قاطعين على الأهل فرحتهم بعودتنا إليهم، حيث إنهم بعد ذلك لم يرونا. واستطرد: كانت قوة أمنية متوجهة إلى هناك للقبض علينا، فضاعت الفرصة من بين أيديهم، واشتعلت القضية سياسياً مرة أخرى وعشنا فترة في البلاد نتنقل فيها من بيت إلى بيت حتى وجدنا أن استمرار الوضع على هذا النحو ليس بالمقبول ولا المرضي، فآثرنا اللجوء إلى خارج البلاد اضطراراً، لأن البقاء كان يعني تعطيل العمل التبليغي الدعوي، ومن هنا صممنا على الخروج والهجرة، واستطعنا بكرامة من أهل بيت النبوة عليهم السلام أن نجتاز الحدود إلى العراق خفية، بمعية بعض المخلصين الشجعان، ليتحقق لنا شرف زيارة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) مجدداً، ثم إننا بعد ذلك توجهنا لزيارة العتبات المقدسة في إيران، فانطلقنا بمعية بعض الإخوة الأعزاء إلى هناك، حيث تسنت لنا زيارة إمامنا السلطان الرضا (صلوات الله عليه) في مشهد المقدسة، وأخته السيدة فاطمة المعصومة (صلوات الله عليها) في قم المقدسة، والسيد عبد العظيم الحسني عليه السلام في الري، وبعض أولاد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فضلاً عن المؤمن المبشر بالجنة أبي لؤلؤة فيروز النهاوندي (رضوان الله تعالى عليه) في كاشان، وكانت هذه هي زيارتنا الأولى له. ورداً على سؤال: بم تعلق على إسقاط جنسيك الكويتية، وما جنسيتك الآن؟ قال: لم أفرح ولم أحزن، لقد دفع نبينا وأئمتنا (عليهم السلام) دماءهم ثمناً لكلمة الحق، أفلا أدفع أنا جنسيتي ثمناً لها؟ بلى، إن ولايتي لأمير النحل تكفيني.