تحتل السعودية المرتبة الأولى عربياً في عدد عمليات التجميل، وذلك بحسب إحصائية أصدرتها الجمعية الدولية للجراحة التجميلية. وتعتبر من ضمن أكثر 25 دولة في العالم تنتشر فيها عمليات التجميل، حيث إن عدد العمليات التي أجريت في السعودية عام 2010 بلغ 141 ألف عملية، وتضاعف الرقم في عام 2014. ويبلغ حجم سوق التجميل وجراحاته 4 مليارات ريال، وسط توقعات بأن يرتفع حجمه إلى 5 مليارات خلال العامين المقبلين 2015 و2016؛ نظراً لزيادة الإقبال على التجميل بكل مجالاته من الجنسين. عمليات التجميل لا تقتصر على السيدات فقط، بل أصبح الرجال السعوديون يتسابقون على العيادات التجميلية. وكشفت دراسة علمية قام بها عدد من طالبات كلية الطب في جامعة الملك سعود أن 30% من السعوديين يتطلعون إلى الخضوع لجراحات التجميل وأبرزها جراحة الأنف. الطالب فهد العنزيفي جامعة الملك سعود أبدى تحفظه على بعض أنواع التجميل الجراحي الذي به تغيير للشكل الخارجي، فيما لا يمانع من إجراء الليزر أو شفط دهون المتراكمة في منطقة الكرش، حيث إنها عمليات بسيطة ولا توجد بها مخاطرة, وفقا ل هافينغتون بوست. أما سعود العساف فلا يمانع بتاتاً من التوجّه للعيادات التجميلية، فالجمال أصبح مطلباً وضرورياً للثقة بالنفس، ويقول: "لقد أجريت عملية لإزالة الشعر الزائد بمنطقة الوجه، حيث كان الشعر من كثافته يغطي وجهي بشكل لافت للنظر، فإجراء العملية خففت من هذه المعاناة". "يعتبر الصيف موسم المناسبات والأفراح في السعودية، لذلك تميل نسبة العمليات التجميلية الى الازدياد بشكل أكبر"، هذا ما قاله استشاري التجميل الدكتور محمد عبدالجبار في حديثه ل"هافينغتون بوست عربي". ويقول عبدالجبار: "عمليات التجميل ليست حكراً على النساء، حيث زاد في السنوات الأخيرة معدل عمليات التجميل بين الشباب وأكثرها انتشاراً زراعة الشعر". ويعتبر حقن البوتوكس والفيلر وليزر إزالة الشعر أكثر الإجراءات التجميلية انتشاراً بين السيدات السعوديات. وأوضح عبدالجبار أن عمليات التجميل تنقسم بصفة عامة إلى 3 أقسام: الأول يشمل العمليات غير الجراحية مثل حقن الوجه بالبوتوكس، الفيلر، التقشير الكيميائي، إزالة الشعر بالليزر، تقشير الليز، حقن البلازما وغيرها. أما القسم الثاني فيشمل التجميل الجراحي ويتمثل في عمليات شفط الدهون، تجميل الأنف، تكبير وشد الصدر، شد البطن، والقسم الثالث يشمل الجراحات الترميمية ويندرج تحته عمليات تجميل العيوب الخلقية وآثار الحروق. وعن الأسعار يقول: "تتفاوت بناءً على نوع العملية، ونوع وكمية المواد المستخدمة، ولا يمكن تحديد التكلفة إلا بعد فحص المريض وتحديد احتياجاته". بحسب الدكتور عبدالجبار فإن عمليات التجميل آمنة نسبياً إذا ما تم اختيار طبيب ذي خبرة وكفاءة، كما حذر من الوقوع ضحية لأطباء التجميل الذين يخدعون المرضى، باستخدامهم مواد غير جيدة وأدوات غير متخصصة، الهدف منها ربحي في المقام الأول. إضافة إلى عدم إتقانهم هذه العمليات أو تخصصهم فيها، وهذا ما يجعل الاستفسار عن سمعة الطبيب وخبرته، والتأكد من خلوّ ملفه المهني من أخطاء طبية، ضرورة قبل القيام بأي خطوة. إلا أن سيدة الأعمال خالدية العنزي تخالف برأيها خبيرة التجميل آسيا المهنا، حيث تعتبر من وجهة نظرها أن بعض النساء السعوديات ينقصهن الوعي الفكري بمعرفة مكامن الجمال الحقيقي، ويلهثن خلف ما يعجب الرجل فقط، في سبيل أن تعرض نفسها للخطر الذي قد ينتج من وراء هذه العمليات. وتقول العنزي: "للأسف بعض الرجال السعوديين ينتقص من جمال زوجته ويعيب عليها، ويقارنها بالممثلة والمذيعة، ما يجعل زوجته تقدم على هذه العمليات لإرضاء مطالب الزوج".