كان قرارا ذكيا عندما فكر المنتج حسن عسيري في اختراق السوق التركية بقوة الدراما العربية المشتركة ولم يفكر عسيري في الدخول بشكل سعودي أو خليجي منفرد بل استخدم القوة العربية ليكون اختراقا قويا ومؤثرا يستطيع إقناع المشاهد التركي بالمحتوى العربي. جاء ذلك من خلال مسلسل "البيت الكبير" الذي يجتمع فيه ممثلون من ست دول عربية وهي السعودية والكويت ومصر ولبنان والمغرب وسوريا بالإضافة إلى تركيا ليكون أول عمل عربي موجه للسوق التركي، وتجري عمليات التصوير بمدينة أنطاليا التركية بمشاركة فريق متميز يتكوّن من أبرز الفنيين العرب والأتراك، ووصف عدد من النُقّاد هذه الخطوة بالذكية والشجاعة خاصة وأنها المرة الأولى التي يفكر فيها منتج عربي تقديم مسلسل موجّه لمشاهدي تركيا في ظل غزو الدراما التركية للبيوت العربية والتي أحدثت تأثيرات كبيرة، وحول فكرة تقديم عمل خاص للمشاهد التركي أكد منتج وبطل العمل الفنان حسن عسيري في مقابلة خاصة أن الإنتاج للسوق التركي يمثّل تحديا كبيرا وأشار إلى أن سيناريو البيت الكبير يطرح خطوطا ومحاور درامية ثرية بالأحداث الشيقة والمثيرة التي تحكي عن الروابط العاطفية بين تركيا والشعوب العربية على مر التاريخ لكننا نقدمها في قالب حديث ومطوّر نحاول من خلاله العبور إلى عقول وقلوب المشاهد التركي، وقال عسيري إن التحضيرات لهذا العمل استغرقت حوالي عامين مررنا خلالها بمراحل الكتابة والترجمة واختيار فريق العمل ومن ثم تفاوضنا مع القنوات التي ستعرض المسلسل أثناء وبعد رمضان ووصلنا معها لتفاهمات، وأشار إلى الخبرات التراكمية الطويلة لشركة الصدف التي تتولى إنتاج العمل والتي قال إنها تجاوزت الثلاثين عاما أنتجت خلالها 128 مشروعا تلفزيونيا فضلا عن القدرات التمويلية التي تؤهلها للمنافسة في الأسواق الدولية، وأكد العسيري أن أي شركة بهذا الحجم طبيعي أن تبحث عن أسواق جديدة لذلك فكرنا في اختراق السوق التركي عبر البيت الكبير، وكشف العسيري عن فتح مكاتب للصدف في تركيا للاستثمار في الدراما التركية والتركية العربية المشتركة ونوّه إلى مشاركته في المهرجانات العالمية والتي من أبرزها مهرجان "كان" السينمائي الدولي الذي يقام في فرنسا بصورة دورية وقال إن البيت الكبير يمثل أحد نجاحات وثمرات المشاركة في هذه الفعاليات المهمة التي نلتقي فيها برؤساء مجالس إدارات ومُلّاك أهم القنوات والمحطات في العالم، وكشف منتج العمل عن توقيعه عقود حصرية طويلة الأمد مع مجموعة من القنوات التركية لتوفير المحتوى العربي، ومن جانبه عبّر مخرج العمل التركي خيال أصلان عن سعادته البالغة باختياره لإخراج أول مسلسل عربي ينتج للسوق التركية، وقال خيال إنه يحترم ذكاء المنتج حسن عسيري الذي استطاع أن يجمع هذا العدد الكبير من الفنانين وتوقع أن يجد المسلسل القبول والاستحسان من الشارع التركي لأن النص المطروح سيصنع مسلسلا قويا ومليئا بالأحداث التي تُقدَّم في سياق درامي مميز، وأكد أن تجربة البيت الكبير استثنائية وتشكل علامة فارقة في مسيرته الإخراجية. وتنطلق أحداث البيت الكبير من خلال رسالة فيديو ينشرها عبر (واتس اب) رجل تركي فتنتشر هذه الرسالة في الوطن العربي كالنار في الهشيم وتصنع معها كثير من الأحداث المضحكة والمثيرة، الجدير بالذكر أن تصوير المسلسل يتم في الفيلا التي أقام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء قمة العشرين التي انعقدت في العام 2015 وبقية أحداث المسلسل تتم في الفلل الأخرى التي ضمت الرؤساء الذين شاركوا في ذات القمة، كما أن فريق عمل المسلسل يقيم بفندق ريغنوم الشهير الذي اجتمع فيه قادة العالم في قمة العشرين، والمسلسل من تأليف الكاتب علاء حمزة وفي إدارة الانتاج رياض أحمد ويشرف عليه فنياً عمر الديني ويتكون من ثلاثين حلقة ومدة الحلقة 45 دقيقة وذلك في شكل أحداث متصلة غير منفصلة وسيتم عرضه على قناة TRT إحدى أهم القنوات التركية الناطقة بالعربية في رمضان كما سيتم بثه بعد رمضان من خلال قنوات ستار تي في وقناة كنال دي التركية، وسيعرض أيضا على قنوات mbc وتلفزيون دبي وقطر والكويت الرأي، ابوظبي، النهار، دويزيم المغربية، التلفزيون التونسي، التلفزيون الجزائري، قناة العراقية، قناة الأردن، LBC اللبنانية، ومجموعة كبيرة من القنوات العربية، والبيت الكبير من بطولة الفنان حسن عسيري والسورية ديما بياعة ومريم حسين ومحمد الحجي وبمشاركة فنانين من ست دول، حيث يشارك من السعودية إلى جانب عسيري، نور حسين، فيصل العمري، عبد العزيز السكيرين، ومن الكويت منى حسين، عبير خضر، ومن المغرب الهام بو عزيز، نسرين قطروب، ايمان الغربي، حليمة السعيدي، ابتسام اوكادير، وعبد الرحيم الغزواني، ومن سوريا جيرار اغا، شادي يوسف، هلا صياصنة، وبتول محمد، ومن لبنان ربيع الزين، ومن مصر مارتينا عادل وحامد مرزوق، ويشارك من تركيا سردار المشهداني، أسماء صائب أفندي، مصطفى ياباش، بدر يولوجو، ايزكي سومر، وفيصل الفيصل، وإخراج التركي خيال أصلان.