نظّم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان مساء الخميس نقاشاً مفتوحاً حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن تم خلاله استعراض التقرير الثاني لحالة حقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة 1 ديسمبر 2014 الى 31 ديسمبر 2015 . وأوضح منسق التحالف مطهر البذيجي أن التقرير رصد العديد من الانتهاكات لكافة القوانين والأعراف الدولية منذ بداية الصراع المسلح في اليمن والذي بدأته ميليشيات الحوثي وصالح وسعيهم للسيطرة على السلطة بقوة السلاح وتم رصد معظم تلك الانتهاكات عبر فريق ميداني متخصص في الرصد والتوثيق في كافة المناطق والمحافظات التي شهدت انتهاكات بحق المدنيين من خلال 30 راصدا وراصدة في 20 محافظة يمنية . وكشف البذيجي عن رصد التقرير لسقوط ما يقرب من ( 8202) قتيل مدني بينهم (476) امرأة و( 508) أطفال كان لتعز وعدن النصيب الأكبر بسبب أعمال القصف العشوائي والقنص والاشتباكات والألغام وضحايا التفجيرات والمفخخات.منوهاً إلى أن ميليشيات الحوثي وصالح مازالت تواصل استخدام القصف العشوائي بمختلف الأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية والمناطق الآهلة بالسكان في محافظات تعز، والبيضاء، ومارب، والجوف، ومديرية بيحان بمحافظة شبوة، ومديرية لودر بمحافظة ابين المواجهات في تعز وقال "تشهد محافظة تعز مواجهات عنيفة مستمرة من نهاية مارس 2015 وحتى اللحظة استخدمت فيها ميليشيات الحوثي وصالح كافة أنواع الأسلحة الثقيلة مستهدفة المناطق الآهلة بالسكان، وسقط نتيجة لها ما يقارب من (1529) قتيلا بينهم (102) امرأة و(221) طفلا. وبلغ عدد الجرحى المدنيين في اليمن حوالي (19882) جريحا بينهم (1927) امرأة و(2296) طفلا فيما بلغ عدد المخفين قسرياً (2706) مختفين قسراً كان لأمانة العاصمة النصيب الأكبر بمقدار (483) مختفيا ويليها محافظة الحديدة ومن ثم محافظة صنعاء. وتم رصد وتوثيق عدد (1077) حالات تعذيب للمحتجزين خارج نطاق القانون في بعض المحافظات فيما توزعت الانتهاكات بحق المنشآت المدنية الخاصة وقد بلغ عدد المنشآت الخاصة التي تعرضت للتدمير أو الاقتحام (22915), حيث تم توثيقها عبر النزول الميداني وتعبئة استمارات خاصة بذلك والتصوير الفوتوغرافي والمقابلات الشخصية وكشوفات الجهات الرسمية. وبلغ عدد الانتهاكات بحق المؤسسات الإعلامية (257) انتهاكاً ولايزال أكثر من(86) موقعا إلكترونيا محجوباً من قبل وزارة الإعلام اليمنية والواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي – صالح. بلغ إجمالي الإعلاميين الذين احتجزتهم ميليشيات الحوثي – صالح (199) إعلامياً بحسب الإحصائيات وبلاغات أقاربهم وتستمر المليشيات في احتجاز (13) صحفيا منذ تاريخ 9 يونيو2015م بالعامة صنعاء في ظروف سيئة للغاية، بالإضافة الى معلومات من داخل مقر الاحتجاز عن تعرضهم للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة. انتهاكات طالت النساء فيما استعرضت الصحافية والناشطة الحقوقية بشرى العامري رصداً لأبرز الانتهاكات التي طالت النساء في ظل الحرب الراهنة وتناولت أكثر من 30 واقعة انتهاكات طالت ناشطات وإعلاميات ونساء في المجتمع المدني قامت بها الميليشيات المسلحة منذ سبتمبر 2014. مشيرة إلى أن عدداً من التقارير الإخبارية المتعلقة بوضع المرأة في اليمن، أوردت بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في سبتمبر 2014، تعرض النساء للتحرش اللفظي والجنسي، والتهديد بالاغتصاب ومنعهن من العمل، ونالهن النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات من قبل ميليشيات الحوثي في المدن والمؤسسات التي يسيطرون عليها، أو التظاهرات التي يشاركن فيها، وتنوعت بين المضايقات والتحرشات والاعتداءات، وأكدت ناشطات على أن الحوثيّين أشدّ بشاعة ممّن سبقوهم، نظراً لأنهم يخططون للتضييق على المرأة, وإعادتها قسراً الى المنزل والقضاء على أي نشاط مجتمعي أو سياسي لها. إشراك النساء في القتال ووصل الأمر إلى أن يؤكد رئيس المكتب السياسي للجماعة صالح الصماد، في منشور على صفحته بموقع "فيس بوك" على ضرورة إشراك النساء في القتال بحجة أن الجماعة تعاني نقصاً حاداً وحالة من الارتباك في أغلب الجبهات، وأنه لا يمكن الصمود أكثر, واقترح أن تتم الاستعانة بالنساء في تعويض نقص المقاتلين. جرائم إبادة وحرب بدوره أكد المحامي والخبير القانوني اللبناني طارق شندب على أن جرائم مليشيات الحوثي والمخلوع هي جرائم إبادة وحرب ضد الإنسانية وتعد من أخطر الجرائم التي ارتكبتها تلك المليشيا في ظل سقوط دولي لعدم تنفيذ القرارات الدولية الصادرة بحق تلك المليشيا . وأوضح شندب أن قتل الأطفال وتفجير المساجد واحتلال المدارس وخطف النساء وغيرها من الجرائم لم تولد فجأة, وإنما كان هناك دور سيء جداً لإيران في دعمها ومدها بالسلاح منذ زمن طويل في خرق فاضح للقوانين الدولية منوهاً إلى أن إرهاب المليشيا الحوثية امتد سابقاً إلى خارج اليمن ليمارس إرهابه داخل اليمن بنفس الأسلوب المليشاوي حيث خاضت سابقاً حروباً في سوريا لدعم نظام بشار الأسد. واتهم شندب إيران بصناعتها للفكر الإرهابي وزرعه في المنطقة العربية وتصديرها للإرهاب في كل دول العالم, مشيراً إلى أن العديد من مليشيا حزب الله والذين دربتهم إيران دخلوا اليمن بجوازات يمنية مزورة للقيام بتديب المليشيات اليمنية ومساعدتها على خططها الإجرامية سواء داخل البلاد أو على الحدود مع السعودية . استعراض الأوضاع من جانب آخر استعرض عضو التحالف نجيب السعدي رئيس ممنظمة وثاق للتوجه المدني عدداً من حالات العنف ضد المتظاهرين السلميين, وممارسة الحوثيين في ذات الوقت انتهاكات ضد المدنيين في محافظة صعدة مستغلة ما حصل خلال ثورة الشباب من انقسام داخل مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية وبدأت بعملية التوسع في محافظات شمال اليمن صعدة وحجة والجوف وارتكبت مجاز بحق المدنيين بالإضافة إلى ارتكابها لمختلف أنواع الانتهاكات حيث قامت بقتل 56 مدنياً بينهم أسرة كاملة تم تفجير منزلهم على رؤوس السكان وتم تفجير 43 منزلا وتهجير أكثر 186 أسرة والاستيلاء على 76 منزلا من منازل الأسر المهجرة . وأكد السعدي أن انقلاب مليشيا الحوثي والمخلوع على الحكم في 21 سبتمبر2014 جعل حالة حقوق الإنسان في اليمن في أدنى مستوياتها وارتفعت وتيرة الانتهاكات بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن المعاصر, وارتكبت جماعة الحوثي وصالح كافة الانتهاكات لحقوق الإنسان من قتل وتدمير وتعذيب واختطاف وإخفاء قسري ومداهمات ومصادرة حريات وإغلاق الصحف وحجب المواقع. واستعرض عضو التحلف نجيب السعدي أبرز الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين منذ ما قبل 21 سبتمبر2014 وما بعدها والذي شكل أعلى هرم الانتهاكات. بلغ عدد القتلى المدنيين خلال الفترة من 2011 إلى 21 سبتمبر 2014 ، 2012 مدنيا قتل على يد جماعة الحوثي 1321 مدنياً في صعدة وحجة وعمران وارتكبت القوات الموالية للرئيس السابق إبان الثورة 427 مدنياً،بينما قتل 186 مدنياً على أيدي تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وقتل عدد 78 مدنيا بضربات أمريكية بدون طيار . وبلغ عدد القتلى خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014 وإلى نهاية مارس 2016 (6049) قتلى مدنيين منهم (5750) قتلوا على أيدي جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح و(196) مدنيا قتلوا بتفجيرات انتحارية لمساجد وأماكن عامة يعتقد أنها بفعل تنظيم القاعدة و (103) قتلى مدنيين يعتقد أنهم قتلوا نتيجة لأخطاء لطيران التحالف العربي أثناء استهدافه لأهداف عسكرية وقد قام التحالف العربي بتشكيل لجنة من عدد من الخبراء والمختصين للتحقيق في هذه الحوادث . وبلغ عدد الجرحى خلال الفترة الى 21سبتمبر 2014 (8123) جريحا مدنيا منها 5217 مدنيا أصيبوا على أيدي جماعة الحوثي المسلحة و (2100) أصيبوا على أيدي القوات الموالية للرئيس صالح أثناء الثورة الشبابية و خلال فترة مابعد 21 سبتمبر2014 وحتى 31 مارس 2016 بلغ عدد الجرحى ( 14901 ) جريح مدني منهم ( 13848) جريحا مدنيا سقطوا بيد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس صالح (806) مصابين بسبب تفجيرات انتحارية يعتقد أنها للقاعدة(247) مصابا في قصف يعتقد أنها ضربات خاطئة من قبل طيران التحالف العربي أثناء استهدافه لأهداف عسكرية وقد قام التحالف العربي بتشكيل لجنة من عدد من الخبراء والمختصين للتحقيق في هذه الحوادث . وتطرق السعدي إلى التهجير القسري للمواطنين اليهود والسلفيين وتفجير المساكن وزراعة الألغام وتجنيد الأطفال . وقد تخلل الحوار المفتوح الذي حضره عدد الصحفيين الأجانب والعرب والمهتمين مجموعة من المداخلات والاستفسارت المستفيضة عن تلك الجرائم وكيفية قمعها ومقاومتها وطالب الحاضرون في ختام الحوار النقاشي المليشيات الحوثية بالإفراج الفوري لكل المحتجزين لديها, والكف عن تجنيد الأطفال والالتزام بالوقف الكامل للأعمال الحربية في المحافظات ورفع الحصار عن تعز وحث الحاضرون الحكومة الشرعية على سرعة تقديم المتورطين بتلك الجرائم إلى العدالة , وشجب الحاضرون التدخلات الإيرانية السافرة ودعمها لمليشيا الحوثي والمخلوع صالح.