اعتقل جهاز الاستخبارات، التابع للحرس الثوري الإيراني، أمس (الجمعة)، مواطنا سنيًّا في مدينة زاهدان جنوب شرقي إيران، بعدما منع ابنه من التوجه إلى القتال في سوريا إلى جانب القوات الإيرانية التي تدعم نظام بشار الأسد. وذكرت وكالة أنباء «بلوج»، المعنية بشؤون أهل السنة في إيران، أن «ملك محمد آباديان، اعتقل الجمعة من قبل قوات جهاز الاستخبارات في مدينة زاهدان، بعدما رفض عرضا تقدم به (الحرس) لابنه عبد الهادي آباديان بالتطوع والقتال في سوريا إلى جانب قوات الأسد». وأوضحت الوكالة، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن «ملك محمد آباديان تعرض لتهديد من قبل (الحرس الثوري) في حال نشر هذا الخبر في وسائل الإعلام»، مشيرة إلى أن «ابنه عبد الهادي آباديان أكمل العام الماضي خدمته العسكرية في مدينة بيرجند الواقعة شرق إيران، وعرض عليه (الحرس الثوري) القتال في سوريا». وأعلن «الحرس الثوري»، في 28 نوفمبر الماضي، عن مصرع اثنين من أهل السنة في سوريا هما «عمر ملازهي، ومراد عبد اللهي» من مدينة إيرانشهر التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران. وكان الداعية السني الإيراني مولوي فضل الرحمن كوهي أصدر في 9 من نوفمبر، فتوى يحرم فيها على شباب السنة التوجه إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات النظام. وأتت الفتوى تلك بعد معلومات تحدثت عن قيام «الحرس الثوري» بخطوات لاستغلال الشباب السنة العاطلين عن العمل لإرسالهم إلى سوريا لدعم قوات بشار الأسد في المعارك الجارية ضد معارضيه. وكشف تقرير نشره موقع تابع لأبناء القومية البلوشية في إيران في 24 أكتوبر الماضي، أن «الحرس الثوري» بدأ باتخاذ خطوات لاستغلال الشباب الفقراء والعاطلين عن العمل في قرى السنة بمحافظة سيستان وبلوشستان. ونقل موقع «بلوج» الإخباري، في تقريره، عن مصادر محلية في قريتي «فتوح ونيكشهر» البلوشية، أن «الحرس الثوري» استطاع خلال الأسبوع الماضي إقناع 25 من أبناء القريتين بالقتال في سوريا، ونقلهم إلى العاصمة طهران لتدريبهم عسكريا. وأضافت المصادر البلوشية السنية، أن «الأشخاص الذين استطاع (الحرس الثوري) إقناعهم بالذهاب إلى سوريا تتراوح أعمارهم من 18 إلى 15 عاما»، مضيفة أن «المبالغ التي سيمنحها (الحرس) للمقاتلين ستكون 20 مليونا ونصف المليون ريال إيراني (900 دولار) مقابل البقاء في سوريا 45 يوما».