رغم تجاوز عمرها أكثر من 60 عامًا، مازالت أم صالح "بائعة الكليجا" تعطي الأجيال دروسًا بالكفاح والعصامية والتفاني لكسب لقمة العيش وسط أروقة مهرجان الكليجا الثامن، الذي تقام فعالياته بمركز الملك خالد الحضاري ببريدة. تقف أم صالح شامخة في وجه تقلبات الزمن ومحنه وعقباته، فهي تعمل بصنع الكليجا منذ أكثر من 40 عامًا، حيث تحملت تربية أبنائها الصغار ورسمت لهم الطريق، ليتسلحوا بالتربية و بالعلم والمعرفة حتى أوصلتهم إلى الحصول على شهادات عليا، استطاعوا من خلالها النجاح في معترك الحياة. وتؤكد أم صالح بعفويتها المعهودة أنها تجني أرباحًا طائلة في مهرجان الكليجا تصل إلى أكثر من 1000 ريال يوميًا، لافتة إلى أنها تشارك في مهرجان الكليجا كل عام وتخطوا خطوات أكبر في حجم المبيعات، وحققت أرباحًا في عامها الماضي وصلت لأكثر من 10.000 ريال، متطلعة أن تزيد غلة أرباحها في هذا العام، مشيرة إلى أنها أبرمت في العام الماضي صفقات لتسويق منتجها الذي أصبح الأشهر على مستوى المنطقة، الأمر الذي دفعها لأن تشارك هذا العام بالمهرجان لتوطد علاقتها بزبائنها. أما زبائنها فيتوافدون إليها من كل صوب من داخل وخارج المهرجان، وحينما تصنع بأناملها العتيقة عجينة الكليجا الفاخرة، تجدها تفتخر بأنها استطاعت أن تكفل أسرتها وأولادها دون أن تسأل أحدًا، متطلعة أن يسير أبناؤها خلف كفاحها الذي جنت من خلاله أرباحًا كثيرة تفاخر بها أمام الجميع.