سلّط مهرجان الكليجا الخامس في بريدة الضوء على العديد من المأكولات الشعبية التي تشتهر بها منطقة القصيم، وفي مقدمتها: الكليجا، والجريش، والحنيني، والمصابيب، والقرصان، والمرقوق، بالإضافة إلى المنتجات التراثية من الزل، والحصير، وأعمال السدو، والحياكة، وغيرها من مظاهر الحياة القديمة وطبيعتها والذي تقام فعاليته هذه الأيام بمركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة. وتُعد الكليجا من أفضل وأشهر الأكلات الشعبية في القصيم ومن أقدمها على الإطلاق حيث استطاعت المرأة القصيمية طيلة الفترة الماضية أن تحافظ على جودتها وتحفظ سر إعدادها حتى أوصلت شهرتها إلى مختلف مناطق المملكة والدول الخليجية والعربية، فالكليجا وجبة غذائية متكاملة ذات سعرات حرارية عالية، وتتمتع بقابلية التخزين والبقاء في أي ظروف لمدة تصل إلى ستة أشهر دون أن يتغير أو تتأثر مكوناته وعناصره. وكانت الكليجا زاداً لقوافل المسافرين، كما أنها زاد الحجاج الذين يعبرون منطقة القصيم في طريقهم إلى مكةالمكرمة، فضلاً عن أنها من الهدايا التي يفضل الأهالي قديمًا تقديمها في حفلات الزواج.. ولمعرفة كيفية إعداد قرص الكليجا، قالت «أم خالد» «إن إعدادها يتطلب وضع كأسين من الطحين «البر» مع كأس زيت، وقليل من البهارات والملح والسكر حسب الرغبة، ومن ثم يضرب بالخلاط ثم يعجن مع بعض ويترك لمدة ربع ساعة، فيقطع العجين إلى أجزاء مدورة صغيرة، وتوضع بها الحشوة المكونة من السكر، والليمون، والقرفة، والهيل، والزنجبيل، ثم يلف العجين حول الحشوة ويفرد ويطبع ليكون تشكيلة حسب الشكل الخارجي المطلوب، بعد ذلك يدهن بصفار البيض، ليتم وضعه مدة نصف ساعة في الجزء العلوي من الفرن، وتحمر في الجزء السفلي منه. وإلى زاوية أخرى من المهرجان، تباهت إحدى الفتيات والتي تقوم بأعمال الحياكة والسدو بالمهرجان بما تعرضه من منتوجات تجني لها أرباحاً اقتصادية ممتازة، داعيةً أخواتها الفتيات إلى المشاركة في مثل هذه المهرجانات الهادفة وإخراج ما لديهن من ابداعات يدوية، حيث تكسب الفتاة فيها العديد من الفوائد المادية والمعرفية، مثلما كسبت هي الكثير من أسرار الحياكة والسدو في المهرجان، وتعرفت على طالبيها وأفكار تسويقها.