ارتبط اسم نوح زعيتر، أكبر تجار المخدرات بالشرق الأوسط، بحزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله، بعد تداول صور له برفقة عناصر من الحزب وتفقده سير عملياتهم في المناطق السورية. لم يكن غريبا أن يرتبط اسم تاجر مخدرات بحزب الله، خصوصا بعد أن كشفت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية عن عملية دولية أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لحزب الله اللبناني متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات إرهابية في لبنان وسوريا. بحسب فيديو قديم يعود لزعيتر، في أثناء تفقده مراكز حزب الله في جبال القلمون، تجعل المشاهد يتأكد من دعمه للحزب، وهو يقول: «لبيك يا حزب الله، دقائق وسنمسح الزبداني»، وهو بين أحضان عناصر الحزب ويتحدث بأريحية كاملة بينهم. في وقتها، نفى الحزب وجوده بين عناصره، إلا أن الفيديو والصور كانت أصدق، وحتى زعيتر تاجر المخدرات كان أصدق منهم، حيث لم يرق أبدا لزعيتر، الذي أبدى امتعاضه من نفي الحزب لخبر زيارته، فقام بنشر صور أخرى تؤكد حصولها. وكانت قناة «الجديد» اللبنانية، بثّت مقطع فيديو يقول فيه زعيتر: «وعدنا السيد حسن نصر الله بأننا سنقاتل الدواعش أينما كانوا، وها نحن على الدرب سائرون، وما هي إلا ساعات حتى نمسح الزبداني»، مرددا: «لبيك يا نصر الله». وعاد الحديث مجددا عن نوح زعيتر، بعد أن تحدثت عنه عدة برامج إعلامية ووصفته بأنه أشهر تاجر مخدرات في لبنان، أعلن بفخر دعمه الصريح للحزب وارتباطه به، وهو لم يكن الوحيد الذي يقدم هذه الخدمات للحزب، فهناك غيره الكثيرون. والقائمة تطول، وذلك لتقديم الدعم الاقتصادي للحزب. شخصية نوح زعيتر تقترب لما نشاهده بأفلام «الكاو بوي» الأمريكية، فهو يربط شعره الطويل ويرتدي الجينز الضيق وحذاء رعاة البقر الأمريكيين في قريته محاطا بحراسه الشخصيين. وهو يعد من بين أبرز مزارعي المخدرات والمتاجرين بها، الخارجين عن القانون والذين يفلتون من العقاب بشكل شبه تام. وتجده دائما واضعا على وسطه مسدسا، فيما يحمل حراسه رشاشات حربية أو قاذفات صاروخية ويطلقون على أنفسهم ألقابا، منها «النمر» و«العقرب» و«بن لادن»، ويقطن في بناء واسع شيده على سفح سلسلة جبال لبنان الغربية التي تفصل منطقة البقاع التي تعد معقلا لحزب الله عن منطقة الأرز في الشمال. وعند التحدث إلى زعيتر، تظهر ثقته واضحة بنبرة صوته، فهو دائما يردد بأنه لا يخشى أحدا، ومن الطبيعي أن يمتلك هذه الثقة، فهو يعيش بمكان لا يستطيع أي أحد الاقتراب منه، فعند مدخل بنائه ينتصب برج مراقبة عال ينبه العابرين من عدم الاقتراب، وفي باحة المنزل الداخلية تقف عدة سيارات زجاجها قاتم من بينها واحدة من نوع هامر وسيارات رباعية الدفع، ويتحدث زعيتر بصراحة عن نشاطاته غير المشروعة. «زعيتر» المسلم الشيعي، لا يشعر بالخجل من تجارة المخدرات، وربما يعتقد أن أولاده الأربعة «علي أكبرهم» سيفخرون به، وهو يحيط نفسه خلال تنقلاته ب14 حارسا مسلحا. وبحسب مقربين وتقارير نُشرت عنه، عند سؤاله عن سبب تجارته وزراعته الحشيش، يقول: «نزرع القنب، لأن لا خيار آخر عندنا. إنه المنتوج الوحيد الذي باستطاعتنا تصريفه»، ويضيف: «لم تؤمّن الدولة زراعات بديلة مدعومة مثل البطاطا أو القطن أو التبغ، لذا فنحن نزرع القنب» الذي تستخرج منه حشيشة الكيف. ومن المضحك أن «زعيتر» كان يحلم بأن يصبح ضابطا في الجيش، ويصفه أهل قريته بأنه كريم ويساعدهم ويؤمّن لهم الخبز والماء. تجدر الإشارة إلى أن أرباح «زعيتر» تصل تقريبا، بحسب إحصائية من سنوات، إلى مليون ونصف المليون دولار تقريبا. صور لنوح زعيتر في القلمون صورة مع قيادات من حزب الله زعيتر بجانب مسؤول قطاع بعلبك في حزب الله حسين نصرالله