خلق فرص العمل وتوليد الوظائف تحد كبير، خاصة في ظل التطورات السياسية المحيطة والتباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، ولكن التحدي الأكبر الذي أعاق التوظيف طوال العقود الماضية، وأعاق الكثير من مشاريع التنمية، هو وجود سجناء أفكار الأربعينات فهيئة توليد الوظائف التي تم إنشاؤها مؤخرا لن تحقق المأمول، ولن تقدم شيئا، بل ستكون عبئا وبيروقراطية، وعذرا للآخرين، إذا رجعنا لنقطة الصفر وتولاها سجناء أفكار الأربعينات والخمسينات الذين سيقضون وقتهم في الدراسات وزيارة الدول لاستنساخ التجارب العالمية وفي النهاية سيعتذرون بوزارة المالية أو بفكر المجتمع فعقلية الأربعينات تولت صندوق مكافحة الفقر منذ عام 2004، ولا أعلم هل ألغي الصندوق أم ما زال في طور الدراسات ومسؤولوه يزورن الدول المتقدمة لاستنساخ تجاربهم أم فهم مسؤولوه قول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لو كان الفقر رجلا لقتلته» فهموا المقولة خطأ وما زالوا يبحثون عن الرجل!! ولنا مع عقلية الأربعينات نموذج آخر وهو وزارة الإسكان التي ما زالت تحاول وتبحث عن حلول وكان آخر تصاريحها، أنها حتى المعلومات لم تتحصل عليها، وهناك نماذج أخرى لعقلية الأربعينات في وزارة التعليم ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية، فسجناء أفكار الأربعينات لن يخلقوا للشباب فرصة عمل واحدة، ولن يقدموا حلولا لمشكلة البطالة التي إن استمرت ستخلق جموعا جائعة ستنفجر وتحرق الأخضر واليابس، فمتى سنشعر بحجم الكارثة، ولماذا ندع كرة الثلج تكبر وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نستشعرها في عقولنا ووجداننا والوطنية، الحقيقة تحتم علينا استشراف المستقبل وتوضيح أبعاد المشكلة وخطرها على الأقل إبراء للذمة. لأن مشكلة البطالة أصبحت أزمة، والأزمة تعرف بأنها (ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن ويمثل نقطة تحول في حياة الفرد أو الجماعة أو المنظمة أو المجتمع وغالبا ما ينتج عنه تغيير كبير)، فأزمة البطالة وفق هذا التعريف للأزمة تحتاج وقفة صادقة جادة لأجل المواطن والوطن، لذا يجب أن ندرك أن لدينا قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولّي المسؤولية لأن الشباب يملكون العلم والتفكير والابتكار، وهذا ما يفتقده سجناء أفكار الأربعينات، امنحوا الشباب قيادة هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة، وسترون النتائج، وعلى المسؤولين عن هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة أن يدركوا أن الشعارات الجوفاء لن تجلب سوى الإخفاق وأن العمل يجب أن يكون وفق منهج علمي رصين يتحقق من خلاله الهدف وتتحقق آمال الشباب والمجتمع وأتمنى من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء أن يدركوا أن الرعيل القديم لم يعد صالحا لهذه الحقبة. وأن عديم الكفاءة لن يقدم إلا مثالب لن تستطيع الدولة علاجها مستقبلا، فالشباب لا يريد من هيئة مكافحة البطالة أن تكون غولا يخشونه ويتخوفون من التقرب منه بل يريدون أن يكون تشكيل هذه الهيئة الوليدة منهم ويجب أن يكون لهذه الهيئة الوليدة قرار، وأن يكون نفوذ هذه الهيئة أقوى من نفوذ رجال الأعمال، وألا ينتسب لها أي رجل أعمال لأن صاحب القرار إذا كان هو المستفيد فسيكون قراره برجماتيا وستكون عشر سنوات دراسات وعشر سنوات مطالبات للتحول إلى وزارة والنتيجة عودة لنقطة الانطلاق وأول الحلول إيقاف استيراد البشر. واستنساخ السياسات الاقتصادية التي اتبعتها رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر كبداية انطلاق ان أرادت الهيئة الوليدة الانطلاق. همسة: من أقوال مولاي الملك سلمان حفظه الله «الشباب هم الثروة الحقيقية في كل أمة، ولا مراء في ذلك، فهم الأغلبية عددا، والطاقة الناشطة المتجددة دوما، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها، في عالم يشتد وطيس التنافس بين الأمم، لبناء حضارتها على اقتصاد المعرفة الذي أصبح لغة العصر بلا منازع، ومن يتخلف فقد حكم على نفسه بالقعود خلف مسيرة القافلة». ماجستير في أصول التربية [email protected]