أثارت حوادث القتل الأخيرة التي نفذها مستوطنون وجنود إسرائيليون بحق فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، علامات استفهام كبيرة بشأن دوافعها، إذ اعتبرتها السلطة الفلسطينية "إعدامات ميدانية"، وأدانتها أيضا منظمة الأممالمتحدة ومؤسسات دولية أخرى. وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الثلاثاء، إن "النمط الإسرائيلي في التعامل مع الشعب الفلسطيني الآن هو الإعدامات الميدانية"، مضيفا أن السلوك الإسرائيلي "يمكن تلخيصه بجملة واحدة: من يقتل فلسطينيا بدم بارد فهذا عمل جيد". وكان عريقات –على ما يبدو- يشير إلى حادثة مقتل الفتى الفلسطيني حسن مناصرة (17 عاما)، الذي تقول إسرائيل إنه حاول مع ابن عمه طعن مستوطنين يهود في مستوطنة "بسغات زئيف" بالقدس المحتلة، وهو ما نفته عائلته وشهود عيان. من جهته، شبه المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أكد نبيل أبو ردينة، قتل مناصرة ب"إعدام الطفل محمد الدرة في الانتفاضة الثانية عام 2000″، وقال إنها "جريمة بشعة تتحمل حكومة إسرائيل قانونيا وإنسانيا وسياسيا مسؤوليتها". وترك الجنود الإسرائيليون الطفل الآخر مضرجا بدمائه على الأرض، بعد أن أطلقوا النار عليه، وسط شتائم من عدد من المستوطنين الذين تجمعوا على الفور في المكان، وفق ما أظهر تسجيل مصور. وأظهر شريط مصور آخر، إطلاق جنود إسرائيليين النار على الشابة الفلسطينية إسراء العابد، قبل 4 أيام، بحجة أنها "حاولت" طعن أحد حراس محطة الحافلات في مدينة العفولة داخل الخط الأخضر. ويوضح الشريط الفتاة وهي محاطة بجنود إسرائيليين، وهي لا تحمل أي سلاح، وترفع يداها إلى أعلى، وتنادي على والدها خائفة، قبل أن يطلق عليها الجنود النار من مسافة قريبة جدا. وفي العاشر من أكتوبر الجاري، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن شابا قتل بعد أن اختطفه جنود إسرائيليون من مخيم شعفاط بالقدس عقب إصابته، وتركه ينزف، خلال مواجهات اندلعت عند حاجز المخيم. واليوم الثلاثاء، انتقدت الأممالمتحدة "الاستخدام المفرط للقوة" من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين، ودعتها، على لسان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى إعادة النظر في الأمر. وقال دوجاريك إن بان "أدان كل أعمال الإرهاب التي شهدناها في إسرائيل وفلسطين"، مؤكدا في الوقت نفسه إن "الاستخدام المفرط كما هو ظاهر للقوة من جانب قوات الأمن الاسرائيلية يثير كذلك القلق ويجب إعادة النظر فيه بجدية". من جانبها، دانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حادثة طفل فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما برصاص إسرائيلي في مخيم عايدة في بيت لحم في 5 أكتوبر الجاري. وقالت "أونروا" في بيان، الثلاثاء، "إن الطفل كان رفقة أصدقائه بجوار مكتب الوكالة بعد انتهاء اليوم المدرسي ولم يكن يشكل أي تهديد يذكر"، واصفة الحادثة بأنها "مأساوية". رابط الخبر بصحيفة الوئام: إسرائيل.. وقتل الفلسطينيين ب"حجج واهية"