تمكن فريق علمي برئاسة الدكتورة خولة الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض من تحديد جين مسؤول عن نمو وانتشار سرطان القولون والمستقيم، والتمكن من تثبيط نشاطه مخبريا بعد إجراء مسح جيني واسع لعينات سرطانية للقولون من مرضى سعوديين ومقارنتها بعينات طبيعية من القولون والمستقيم. ولفتت نتائج البحث المتميزة التي قادت إلى تحديد جين يدعى FOXM1 ونشاطه ودوره الفعال في الخلايا السرطانية، مصادر علمية محكمة عالميا أبرزها المجلة الأمريكية لعلم الأمراض. وبينت الدكتورة خولة الكريع، وهي حاصلة على وسام الملك عبدالعزيز جراء بحوثها الطبية، أن الفريق البحثي تمكن من تثبيط نشاط الجين مخبريا عن طريق استخدام مادة كيميائية مقاربة لأحد المضادات الحيوية تدعى «ثايوستربتون» ولاحظوا توقف نشاط هذا الجين بعد استخدام هذه المادة وفقد الخلية قدرتها على النمو والتكاثر، وبالتالي توصل الفريق إلى أن جين FOXM1 قد يكون هدفا علاجيا للقضاء على سرطان القولون والمستقيم، ومن الممكن تطوير المادة المثبطة لهذا الجين بأن تصبح علاجا فعالا لأنواع سرطان القولون الشرسة. وأوضحت الدكتورة خولة الكريع أن الفريق العلمي استخدام تقنية المسح الجيني لجهاز «الأفيمتركس»، والتي تسمح بوضع أكثر من 40 ألف جين على شريحة إلكترونية جينية صغيرة، ومقارنة نشاط هذه الجينات بين الخلية الطبيعية والخلية السرطانية، ولم يكتف بذلك بل نقل نتائجه إلى المستوى الإكلينيكي والمخبري، وفحصوا أكثر من 450 مريضا سعوديا يعانون من سرطان القولون والمستقيم ليجدوا أن نسبة المرضى الذين يظهرون نشاط لهذا الجين يزيد عن 65 في المائة، كما أن هؤلاء المرضى يعانون من سرطان يتسم بشراسة وأكثر قدرة على الانتشار إلى الأعضاء الأخرى.