إن التطوير نشاط اجتماعي تعاوني تشاركي نابع من الاحتياجات الحقيقية للتطوير عند وجود المناخ الملائم والحاجة لذلك حسب المتغيرات التي تطرأ على المجتمعات، والمستجدات في الساحة، والتكيف مع المستجدات الحديثة، وعدم ملاءمة بعض المناهج لحالات بعض الطلاب العمرية، وقصور بعض المناهج الحالية وعدم شموليتها لبعض المواضيع المنهجية وسوف تقرأ – بإذن الله – بين طيات المقال تقسيم المقال إلى 3 أركان أساسية لتطوير التعليم والرقي به هي: تطوير المعلم – تحسين المناهج – إيجاد البيئة المدرسية المناسبة أولا: تطوير المعلم يعتبر المعلم أساس العملية التعليمية وجوهرتها اللامعة والمحرك الأول لها ولذلك لا بد من الابتداء به في عملية التطوير ويتوجب لذلك إعادة صياغة الخطط التعليمية المناسبة لمسايرة تطورات العصر الحديثة ومشاركة المعلمين والمعلمات فيها، وعلى سبيل المثال لا الحصر أن تكون بعض أهداف التعليم متغيرة وجديدة حسب التطورات وأن ينتج عنها اكتشاف مخترعين وموهوبين ينافسون الدول المتقدمة، كما أن اختيار المعلمين والمعلمات المناسبين لتعليم له دور في رقي التعليم وتطوره وذلك بإجراء مقابلات واختبارات مقننه في المجال التخصصي والتقني ليخدموا العملية التعليمية الحديثة – فيما بعد – من خلال تمكنهم من المادة العلمية ومعرفة استخدام أجهزة التقنية الحديثة، ومما يساعد على تطور التعليم تحسين أوضاع المعلمين والمعلمات الوظيفية بحسب إنجازاتهم العملية وتقديراتهم المتميزة وإيجاد دعم مادي أو معنوي لهم، ومن أجل التطوير بالتعليم والرقي به تدريب المعلمين والمعلمات بشكل مستمر على جميع ما يحتاجونه في مجال العمل وأن يكون التدريب في مقر عملهم ما أمكن، ومنحهم دورات خارجية تفيدهم في هذا المجال. ومن الرقي بالتعليم أن يحرص المعلم والمعلمة على تطوير نفسه من الدور التقليدي في تلقين المعلومات ليصبح قائدا يستطيع طلابه اكتشاف مواهبهم وإبداعاتهم من خلال متابعتهم وإرشادهم كما يحرصون على أن يكونوا قدوة حسنة لطلبتهم فإن الطلاب يتأثرون كثيرا بمعلميهم فيحرصون على إكسابهم بعض الصفات والعادات المرغوب فيها مثل الأمانة والتعاون وحب الوطن والتضحية لأجله وتقدير العمل واحترام الآخرين والحوار وغيره ليرتقي التعليم في أذهان فلذات الأكباد. ثانيا: تحسين المناهج إن أساسيات التعليم في وطننا قائمة على ما تمليه شريعتنا الإسلامية وعاداتنا الكريمة والتي نفخر بها وبناء على ذلك لا بد أن تكون المناهج موافقة لهذا المبدأ، أما ما نحتاجه حاليا فتحسين المناهج لأنه مطلب أساسي للتعليم ويخدم أبناءنا في مدارسهم ولنواكب العصر الحديث والثورة التقنية والعلمية والتطور الحديث وتضفي على المناهج القبول والفائدة المرجوة، وكذلك أن يتم وضعها حسب احتياجات الطلاب والطالبات ومطالبهم وبيئتهم التعليمية مع مراعاة التكامل والترابط بين المواد الدراسية، وأن تتناول عملية تحسين المناهج تحسينا في أهدافها وفي طريقة صياغتها والاستفادة من الأفكار والخبرات والتجارب وكل ما يخدم العملية التعليمية والتربوية، وأن تشمل عملية التحسين طرق التدريس والوسائل المعينة والإدارة المدرسية ووسائل وأساليب وأنظمة التقويم المتبعة ومدى دقتها ومناسبتها للأهداف المحددة، والاهتمام بالجانب التطبيقي عند تحسين المناهج أكثر من الجانب النظري لأنه الأكثر رسوخا في أذهان الطلاب وهو ما يحتاجه الوقت الحاضر، وإيجاد مناهج جديدة متنوعة تهتم بتثقيف الطلاب والطالبات في واقعهم الذي يعيشون فيه بأحداثه واحتياجه الثقافية والعلمية والنظرية والصحية والاجتماعية والتقنية وغيرها وتكون حسب المرحلة العمرية وتسمى مثلا (التعليم والواقع). ثالثا: إيجاد البيئة المدرسية المناسبة فإن البيئة المدرسية المناسبة لها دور كبير في سرعة الارتقاء بالتعليم وتطوره وجودة التحصيل وتميز المتعلمين وإبداعهم، ومن الأمور الرئيسية للبيئة المدرسية المتميزة توفر البرامج التعليمية والتربوية والنوعية المناسبة بشكل مدروس ومنظم كإعداد الطلاب والطالبات وإكسابهم المعلومات اللازمة والمهارات الرئيسية الجديدة والعقلية والتي تشمل على إشغال الفكر وتدريبهم على مهارات جديدة تفيدهم في حل المشكلات والألفة والتفاهم والمحبة، وتفعيل دور العلاقة بين المنزل والمدرسة، والاهتمام بالجانب التربوي، وغرس مجموعة من القيم الإسلامية، وكذلك يجب أن تكون البيئة المدرسية متكاملة لتكون متميزة إدارة ناجحة ومعلمين مدربين وأكفاء ومنهج جيد مناسب لعقول النشئ حسب المرحلة العمرية ومبنى متكامل وتقنية متطورة ومسرح ينمي مواهب وقدرات الطلاب وملاعب رياضية متكاملة، ولاشك إذا توفرت كل هذه الأمور سترى بيئة صحية جاذبة وسيساعد على رفع مستوى الطلبة المبدعين والموهوبين لأنها تهدف إلى تنمية التفكير والإبداع وهو ما نطمح إليه بيئة غنية بالمتغيرات ومنفتحة على الخبرات والتحديات الخارجية. وأخيرا: مقترحات ربماتساعد على عملية تطوير التعليم: .أن يتم التنسيق مع التعليم العالي بما أنها أصبحت وزارة واحدة في معالجة التوافق بين مدخلات التعليم مع مخرجاته ودراسة ذلك أكاديميا ليصبح المعلم قادر على العطاء بشكل أفضل وخاصة عند توافق المناهج وطرق التدريس والوسائل التعليمية وأجهزة التقنية... إلخ. .أن يكون هنا تخصصية للمعلم والمعلمة في مجال تدريسه (المرحلة والمادة والفصل) ويدرس فيها كل ما هو مقرر وتحتاجه هذه المرحلة العمرية ولا يقحمون الطلاب والطالبات بدراسة ما لا يستفاد منه في هذه المرحلة ويحرصون على اكتشاف مواهب طلابه وإبداعاتهم فمثلا – معلم أول ابتدائي صفوف أولية – معلم ثالث متوسط مادة التقنية – معلم ثالث ثانوي مادة النشاط وهكذا (وستنجح بشكل كبير في المدارس التي أعداد الطلاب فيه كبيرة). .تحويل المدارس بشكل فاعل إلى مؤسسات تربوية لها استقلاليتها في اتخاذ القرار وعمل ما يلزم من التجديد والتطوير وتنظيم مناهجها وعمل الشراكة مع فعاليات المجتمع المحلي وإشراك أولياء الأمور والتجار والحرفيين لرفع من مستوى الأداء التعليمي والتربوي. .التركيز على الطالب والطالبات بشكل كبير بإيجاد معارف ومهارات واتجاهات تساعدهم على التعلم وعلى النمو المتوازن والسليم ليتمكنوا من إفادة مجتمعهم مستقبلا. .أن يشمل التطوير جميع الجوانب التعليمية والتربوية والإدارية رابط الخبر بصحيفة الوئام: الركائز المهمة لتطوير التعليم