بحضور كبير من الأساتذة والدكاترة والطلاب ألقى الدكتور عبد الله بن بيّه في قاعة الملك فيصل بجامعة الملك عبد العزيز أمس الاول محاضرة بعنوان " تحالف القيم مدخل إلى السلم العالمي" كان قد دعا إليها كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة. ضمن رسالته في نشر القيم الأخلاقية في المجتمع. وفي مستهل المحاضرة شكر مشرف الكرسي الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي فضيلته على تلبيته الدعوة، وقدم تعريفاً موجزاً عن تاريخه الأكاديمي ومكانته العلمية المرموقة وما يمثله نهج الاعتدال والوسطية الذي يمثله على المستويين الإسلامي والعالمي. ثم استهل المحاضره بتقديم تعريف للقيم وأهميتها قائلاً: " القيم قضية كبرى فأمة بلا قيم، أمة لامكان لها في هذه الحياة". وإن "القيم أساس الشخصية الوطنية والإنسانية في كل مكان وزمان". وقال: " لعل هذه المذاكرة تكون مفيدة في هذا الظرف الذي يعيشه العالم الإسلامي ومنطقتنا على وجه التحديد، والتي تشهد تهديداً للسلم الاجتماعي، لهذا سنتحدث عن المفردات، وماذا نقصد بتحالف القيم؟" ثم استطرد شارحاً المعنى اللغوي والأخلاقي لكلمة التحالف فقال: " التحالف هو التعاقد. والحلف هو معاهدة ومعاقدة تقوم على التعاضد والتساند. أما القيم فهي جمع قيمة. وقد ورد ذكرها في كل من سورة النساء والمائدة والأنعام بعدة معاني. فوردت بمعنى أماكن العبادة وبمعنى الأموال، وبمعنى الدين وبمعنى الكعبة. وهي في كل الحالات تعني الشيء الثمين الذي يستحق منا الدفاع عنه وحمايته. ثم تطرق إلى شرح معنى تحالف القيم بقوله:" القيم تتفق وتتطابق وتتآلف لكنها لاتتحالف. والذين يتحالفون هم حملة القيم المؤمنون بالحقيقة والخير والعدل". وأضاف: "يرى بعض الفلاسفة أن القيم تختلف باختلاف المكان والزمان. ويرى الفيلسوف الألماني كانط بأن مايريده الإنسان هو نفس القيم في كل زمان ومكان". أي أنه كان يؤمن بالقيم المطلقة. وإن هذه الرؤية تتفق مع الديانات السماوية الكبرى وخاصة الإسلام الذي يعترف بمبدأ الفطرة، فالخير فطرة والحق فطرة والصدق والتسامح، كلها قيم تتشارك فيها جميع الشعوب. ثم شرح المحاضر أهمية التعاون والتعاضد بين من يؤمنون بالقيم المشتركة، وذكر مثالاً عليه ذلك الحلف الذي أقامه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع بني خزاعة. والذين كانوا يمثلون الجانب المختلف معه. وأضاف قائلاً: بأن التحالف الباقي إلى يوم الدين هو التحالف القائم بين حاملي تلك القيم، لتثبيتها ومنع الناس أن تتحارب. ثم استعرض بن بية سلوك بعض الطغاة الذين لم يستمعوا لصوت القيم، وأثاروا بؤر التوتر لإحراق الأوطان وتهديد الجيران، ما اضطر أهل القيم أن يتحالفوا لرد العدوان. وذكَّر بدعوة الفيلسوف "برنارد راس" الذي كان شديد الحماس للحوار قبل الحرب العالمية الثانية. لكنه قال بعد ذلك: لاسلام ولاحوار مع هتلر! فكانت دعوته للسلام هي الدعوة للقضاء على الطغيان المتمثل بالخطر النازي. وأضاف بأن تحالف الفضيلة قد يضطر لاستخدام السلاح، عندما لايستمع المعتدين على القيم لصوت العقل. كما أكد فضيلته بأن المملكة العربية السعودية كما قال خادم الحرمين الشريفين هي من دعاة الحق والسلام، ولذلك على ذوي النفوس الطيبة والهمم العالية مساندة حماة الحرمين في الدفاع عن قيم السلام والحفاظ على الحياة، مشدداً على أن الدفاع عن هذه الديار المقدسة هي مسئولية والتزام في عنق كل مسلم. وفي ختام المحاضرة توجه بدعائه إلى الله عز وجل بأن تتمكن هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من بناء عالم يسوده السلام والوئام. وتنتفي فيه الحروب والخصام، وأن يهدي اولئك الذين يتاجرون بالحروب لمراجعة مواقفهم التي تتسبب بإشعال الحرائق والفتن في المنطقة والعالم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بن بية: السعودية دعاة حق وسلام والتحالف معاهدة