طرحت تقارير صادرة حول سيارة ذاتية القيادة، لشركة أبل العالمية، تساؤلات وجهتها للشركات الكبرى في صناعة السيارات، والتي أمضت 127 عاما الماضية، وهي تصقل محركاتها، عما إذا كانت ستحتفظ بموقع الريادة في صناعة سيارات المستقبل..؟! وكان قد جرى اجتماع في المدينة السويسرية هذا الأسبوع لكبرى شركات صناعة السيارات في العالم، سعت فيه لجذب الزبائن لآخر ابتكاراتها في أنواع السيارات المختلفة، وسط مؤشرات تعافي السوق الأوروبية، في الوقت الذي قد يبددها تراجع الطلب في الأسواق الناشئة. من جانبه عبر نائب رئيس قسم صناعة السيارات في شركة جارتنر للأبحاث المتخصصة في سوق التكنولوجيا ثيلو كوسلوفسكي عن اعتقاده بأن السباق انطلق حاليا بين صانعي السيارات وشركات التكنولوجيا للسيطرة على أدمغة الجيل الجديد من المركبات. وأضاف: «سيظهر فريقان في شركات صناعة السيارات، الأول يفهم هذا المجال والثاني سيمنح شركات التكنولوجيا الخارجية فرصة الدخول إلى قلب صناعة السيارات. هذه الشركات ستظهر خلال السنوات الخمس المقبلة». من جهتها وبعد عامين من عزوف شركة «أودي» الألمانية لصناعة السيارات عن سوق السيارات الكهربية، عادت بطراز جديد أسمته (آر8 إي – ترون) في خطوة تبدو مجرد محاولة للإبقاء على خياراتها مفتوحة بدلا من التحول كلية إلى هذه التكنولوجيا، وذلك بعد أن أحجمت عن تبني تكنولوجيا السيارات الكهربية قائلة: إن «الأفضل التركيز على صنع سيارات الديزل الصديقة للبيئة أو السيارات الهجين التي تجمع بين آلة الاحتراق الداخلي والبطاريات». لكن الشركة أنتجت في عام 2009 سيارة رياضية من طراز آر8 وعدت بأن تكون مفاجأة مثيرة إلا أن مداها كان دون المتوقع، إذ إنها تسير لمسافة 134 ميلا فقط قبل إعادة شحنها، ثم تخلت عن هذه التكنولوجيا عام 2012 وهو العام نفسه الذي أنتجت فيه شركة تيسلا المنافسة طراز إس بمدى ضعف سيارة «أودي»، لكن نجاح شركتي تيسلا وبي.إم.دبليو في مجال السيارات الكهربية يبدو أنه أقنع شركة «أودي» بأنه لا تزال هناك سوق للطرز الفاخرة من هذه السيارات. وكانت «أودي» في معرض جنيف للسيارات أزاحت الستار عن مركبة عديمة الانبعاثات سعرها 165 ألف يورو (184619 دولارا) تسير لمسافة 450 كيلومترا قبل إعادة شحنها. وقال مصدر قريب من صناعة هذه السيارة، إن قدرة البطارية تضاعفت تقريبا إلى 92 كيلووات / ساعة من 49 كيلووات / ساعة في طراز عام 2012. هذا وقد أخفقت السيارات الكهربية الأخرى والتي تعمل بالبطاريات في الحفاظ على الحماس الأولي الذي قوبلت به مع تراجع إقبال السائقين عليها بسبب عدم تعميم محطات إعادة الشحن ومداها المحدود وارتفاع أسعارها على الرغم من عرض حوافز سخية للمبيعات في بعض الأسواق. وقد جاء ذلك بالتزامن مع قدرة شركات تكنولوجيا البرمجيات مثل «أبل» و«جوجل» – التي تعمل على صناعة سيارات ذاتية القيادة – على اختراع خط جديد للإنتاج خوّف شركات صناعة السيارات التقليدية، في الوقت الذي يرهب صانعي السيارات حجم شركة أبل التي تبلغ قيمتها في السوق 750 مليار دولار، أي ما يعادل قيمة كل من شركات دايملر و«فولكس فاغن» ورينو وبيجو وفيات كرايسلر وفورد وجنرال موتورز مجتمعة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «أودي الألمانية» تدخل بقوة لسوق السيارات الكهربائية