تعقد الجمعية الجغرافية السعودية جمعيتها العمومية الواحدة والثلاثين والمتزامنة مع فعاليات اللقاء العلمي تحت عنوان: «المياه ومستقبل الزراعة في منطقة الجوف»، خلال الفترة من 19 – 21 جمادى الأولى في جامعة الجوف وذلك تحت رعاية الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف. وأشار رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية الدكتور محمد شوقي بن إبراهيم مكي إلى أن هذا اللقاء من اللقاءات المهمة التي تنظمها الجمعية الجغرافية نظرًا لما تمر به المملكة من طلب متزايد على المياه لتلبية احتياجات نمو السكان ونمو الأراضي الزراعية، ووجود هذه النخبة من المتخصصين يمكن من تبادل الآراء حول أفضل السبل لترشيد استهلاك المياه واختيار أفضل المنتجات المناسبة للمناخ المحلي وخصائص المكان حماية لاستحقاقات الأجيال القادمة من الماء والغذاء. وأضاف مكي أن الاجتماع يتخلله الكثير من ورش عمل في محاور مهمة منها: الموارد المائية بالمناطق الجافة: «حالة منطقة الجوف»، وتطبيقات التخطيط الإقليمي على منطقة الجوف وعلاقته باستراتيجية المياه، وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في مجال المياه والزراعة، أثر التنمية على التربة الزراعية في منطقة الجوف، ومساهمة المؤسسات المحلية في مجال تنمية المياه والزراعة في منطقة الجوف. ومن جهة أخرى، تحدث عدد من المشاركين والمشاركات من أعضاء هيئة التدريس حول البحوث المطروحة بورش العمل، إذ تطرق الدكتور سعيد التركي من قسم الجغرافيا بجامعة أم القرى لإدارة وتخطيط المياه في المملكة العربية السعودية باعتبار أن المياه مهمة لكونها عصب الحياة للإنسان، وفي البيئة الحيوية متمثلة في النبات والحيوان، ومن هنا تبرز أهمية المياه بالكميات المناسبة والمحافظة عليها وعلى مرافقها المختلفة من الشح والنضب، وعدم تعرضها للتلوث، واستخدام وسائل الترشيد بتنمية موارد المياه الطبيعية والصناعية بالطرق العلمية والعملية. وأضافت أستاذة الدراسات البيئية بجامعة الملك عبد العزيز الدكتورة عواطف الشريف، والتي تشارك ببحثين في هذا اللقاء العلمي، ويتركز البحث الأول حول الري المحوري ومساهمته في تطور الزراعة بمنطقة الجوف، بمشاركة مع الدكتور عبد الحميد محمد جميل، ويعد الري المحوري «الرش» من أهم أنظمة الري الحديثة، والأفضل لسقيا المحاصيل ذات المساحة الكبيرة لأنه يوفر كميات من المياه ومن المحاصيل التي تسقى بالري المحوري القمح والشعير والبرسيم وغيرها وفي السنوات الأخيرة أمكن تطويره لري محاصيل الخضراوات والفواكه وأشجار الزيتون، وأثبت البحث التوسع المستمر في الزراعة المعتمدة على الري المحوري في منطقة بسيطا معتمدًا على المرئيات الفضائية من عام 1987إلى نهاية عام 2014م، وما زال توسع الرقعة الزراعية المعتمدة على الري المحوري مستمرة، وتوصي الدراسة باتخاذ الإجراءات الصارمة بعدم حفر آبار جديدة وعدم التوسع بالرقعة الزراعية للمحافظة على مستوى معين من مخزون المياه الجوفية وذلك لندرة تغذية المياه الجوفية حسب بيانات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن معدل سقوط الإمطار لا يتجاوز 50 ملم سنويا، ودار بحثها الثاني حول الزراعة العضوية ودورها في تحسين خواص التربة بمنطقة الجوف بمشاركة الدكتورة سامية الخزرجي. جدير بالذكر أن بعض التقارير أشارت إلى أن حجم الطلب على المياه في المملكة العربية السعودية يصل إلى 17 مليار متر مكعب، ولقد قامت المملكة العربية السعودية في العام 2011م بإطلاق مبادرة لخفض استهلاك المياه للزراعة إلى النصف مقارنة مع المستويات الحالية، إلا أن التغيير إلى استخدام آليات الري الحديثة والتقنيات الجديدة قد لا يكون سهلاً، وربما التحدّي الأصعب الذي سيواجه المملكة هو المحافظة على مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي الذي يقدر بنحو 3 في المائة، أو رفعه بالتزامن مع خفض استهلاك المياه، ويؤمل أن يوجه اللقاء نداء إلى المجتمع لضمان إتاحة الاستثمارات العاجلة المطلوبة للبنى الأساسية للمياه، واعتماد إدارة محسنة للموارد المائية من أجل تلبية الاحتياجات البشرية الأساسية مع تهيئة موارد معيشة إنتاجية للأجيال المقبلة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الجغرافيون يبحثون في الجوف ترشيد استهلاك المياه بالمملكة