رصدت عدسة “الوئام” آبارًا ونقوشًا وكتابات تاريخية أثرية على حصون وقلاع بقرى جنوبالطائف امتد تاريخها إلى عهد صلاح الدين في جولة بحث وتنقيب للتراث القديم قام بها مراسلوها في بحث واستطلاع تاريخي لهذه المناطق لأهميتها التاريخية وموقعها الجغرافي. وقد بدأت الجولة بمنطقة بني سعد وميسان بني الحارث وبلاد ثقيف وبلاد بني مالك، واستطاعت عدسة الوئام الوصول إلى العديد من البنايات القديمة بما عرفت “بالحصون والقلاع” وكذلك آبار يعود تاريخها إلى أكثر من تسعمائة عام وقام فريق الجريدة بتصويرها. وعثرت الصحيفة على العديد من الكتابات والنقوش التي تظهر مدى حضارة هذه المناطق منذ القدم ومكانتها التاريخية التي يعود بناؤها إلى ما قبل تسعمائة عام بحسب التاريخ الذي وجد على الحصن وهذا ماكتبه “علي بن يحي بحصن حمران ببلاد ثقيف عام خمسين وسبع مئة”. الجدير بالذكر أن هذا التاريخ يوافق نفس التاريخ الذي وجد على بوابة الحصن أواخر عهد الدولة العباسية حيث توفي نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي عام (569ه) فخلفه ابنه الصالح إسماعيل، وكان صغيراً فاضطربت البلاد الشامية والجزيرة العربية ودعا صلاح الدين لضبطها, وواجه آنذاك الحروب الصليبية على الإسلام بقيادة القائد الصليبي أرناط، وكان من أهم أعمال صلاح الدين في تلك الفترة بناء الحصون والقلاع في بلاد الشام وجنوب الجزيرة العربية لما شهدته من اضطرابات في تلك الفترة، وحتى يتصدى للحملة الصليبية التى كانت تعترض قوافل الحجاج والتجار القادمة من اليمن والمتجهة إلى مكةالمكرمة. وقد تحدث لصحيفة الوئام، “رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي” بالطائف الأستاذ “حماد حامد السالمي” الكاتب والمؤرخ التاريخي ليبين لنا تاريخ هذه القرى وحصونها، حيث أوضح أن هذه القرى تحمل دلالة واضحة على استيطان بشري قديم قد يمتد إلى مئات السنين, كما أنها تحمل طابعا حضاريا قديما، فسكان هذه القرى توفرت لهم ظروف الحياة الأساسية مثل الماء والزراعة فكانوا غير مضطرين للسفر والترحال بل كان الاستقرار سمتهم. من جهة أخرى وعبر اتصال هاتفي مع صحيفة الوئام أكد المدير التنفيذي لمجلس التنمية السياحية الأثرية بالطائف الدكتور/ محمد قاري السيد على تقريرها في تصريح خاص أدلى به،موضحاً من خلاله أنه وبتعليمات من صاحب السمو الملكي الأمير /سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة قمنا بتكوين لجنة للقيام بعمليات مسح ميداني شامل للمناطق السياحية بجنوبالطائف ومنها هذه القرى وبمشيئة الله سترفع هذه اللجنة تقريراً بنتائج هذه الجولة ولا تزال هذه اللجنة مستمرة في عملها الميداني .وتعتبر مدينة الطائف من أكثر المناطق السياحية والأثرية بالمملكة .