لقد فقدت المملكة العربية السعودية قائداً محنكاً وملكاص عادلا وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإذا كان الحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله؛ فليس بمتستغرب أن الناس تدعوا له بالرحمة والمغفرة، ويسألون الله تعالى له؛ فطالما سمعنا تصريحاته التي يعبر فيها بكل صراحة عن حبه لهذا الشعب؛ فيبادله الشعب هذا الشعور قائلين ونحن أيضا نحبك ياخادم الحرمين. والمحبة هي أمر لا يمكن أن يتصنعه الإنسان، لأنها تنبع من قلب محب لمن يحبه. جملة سمعناها من كل محب لخادم الحرمين الشريفين رحمه الله تعالى وتردد على مسامعنا من الكثيرين وهي التعبير بالمحبة له رحمه الله في حياته وبعد مماته. هذه الجملة تعني إرادة الخير والدعاء بالدعاء بالرحمة لرجل تواضع لشعبه وقبلها تواضع لربه؛ فحرص أن يؤدي عمله بأمانة، وشدد على كل مسؤول على أن يؤدي عمله بأمانه قائلاً: إن هذا العمل في ذمتك أي: سوف تسأل عنه يوم القيامة بين يدي الله عز وجل. لا شك أن المسلم أمره له كله له خير فإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له؛ كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، والموت هو أمر مقدر على كل إنسان، والحمد لله على قضائه وقدره والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له)… رواه مسلم. إن سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله كانت حافلة بالإنجازات التي يصعب تعدادها لكثرتها، وتحتاج صفحات وصفحات؛ فجامعات هنا وهناك، ومستشفيات تفتح في كل المناطق والمحافظات، ومشاريع للتعليم والخدمات، ومساكن للمواطنين والمواطنات، واهتمام بالاقتصاد تم على إثره تشييد مدينة ضخمة هي مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وغير ذلك الكثير والكثير الذي يصب في مصلحة المواطن والمواطنة، ويقفز ببلدنا الحبيب المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة. رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ فكم بذل وكم لهذا البلد الغالي، بذل وكأنه لم يعمل شيئاً تواضعاً من رجل عظيم في موقف لا يفعله إلا العظماء. لم ينتظر مدح المادحون ولا تصفيق المصفقون بل عمل بصمت فأبدع وحقق أهدافه الكبيرة بكل نجاح واقتدار. إنني وجميع إخواني في هذا البلد المعطاء يعصر قلوبنا الحزن، ويؤلمنا الألم ولا نقول إلا مايرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنا على فراقك ياملكنا الغالي لمحزونون. ولا شك أن من أكبر الأمور التي كان فيها عزاؤنا وشد فيها أزرنا هو تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ويشد من عضده أخيه الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. بتوليه أميرًا لمنطقة الرياض أكثر من خمسة عقود تمكن خلالها إنجاز العديد من المشاريع في هذه المنطقة التي هي إحدى المناطق الإدارية بالمملكة العربية السعودية ومقر إمارتها مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وهي تقع في قلب المملكة العربية السعودية وتعتبر ثاني أكبر منطقة من حيث المساحة بعد المنطقة الشرقية وترتيبها الثاني من حيث عدد السكان بعد منطقة مكةالمكرمة وبنسبة 24% من إجمالي سكان المملكة تأتى منطقة الرياض في المرتبة الثانية بعد منطقة مكةالمكرمة من حيث عدد السكان، فقد بلغ عدد سكانها في آخر إحصائية 6،167،262 نسمة أي ما نسبته 24% من سكان المملكة العربية السعودية.، ويتبع مدينة الرياض عشرون محافظة. ولا شك أن تولي إمارة بهذه الحيوية وبهذه الأهمية ولسنوات عديدة يدل دلالة واضحة على قدرة كبيرة على القيادة والحكمة وحل الكثير من المعضلات والمشكلات التي كانت تعترض النهوض بهذه المنطقة. وقد عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله أنه يجلس يومياً في الإمارة لحل مشكلات الناس بنفسه والوقوف على احتياجاتهم، وإنصاف المظلوم وأخذ الحق من ظالمه. ولم يكن حفظه الله يكل ولا يمل حتى دعا له الناس بالتوفيق وبطول العمر، وكان حفظه الله يشرف بنفسه على مشاريع المنطقة ويصوب ما يراه، وكان لرأيه أهمية كبيرة في تحقيق العديد من الإنجازات التي نراها اليوم. ثم تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وزارة الدفاع بتاريخ 9/12/1432ه. وشهدت وزارة الدفاع في عهده تطوراً كبيراً، وأشرف حفظه الله على أكبر مناورة عسكرية في تاريخ القوات المسلحة السعودية (سيف عبدالله). وكان أيضاً الساعد الأيمن لخادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والنائب الأول لرئيس مجلي الوزراء، واستطاع أن يعين الملك في كل ما أوكل إليه من أعمال خلال تلك الفترة بكل جد واقتدار. وأما صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء فقد كانت سيرته حافلة فبعد تخرجه بعام 1384 التحق بالقوات الجوية الملكية السعودية، وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1400ه. وفي 2 جمادى الأولى 1400 ه عين أميرًا لمنطقة حائل، وظل بهذا المنصب حتى 16 شعبان 1420 ه عندما عين أميرًا لمنطقة المدينةالمنورة. وفي 19 رمضان 1426 ه عين رئيسًا للاستخبارات العامة، وظل يتولى المنصب حتى 29 شعبان 1433 ه عندما عين مستشارًا لخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومبعوثًا خاصًا له. وفي 20 ربيع الأول 1434 ه عين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء. ثم صدر أمر ملكي بتاريخ 26 جمادى الآولى ه 1435 أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله أمراً ملكياً يقضي بأن يُبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد. وأما ولي ولي العهد ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز فقد تم تعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية في 27 محرم 1420 ه بالمرتبة الممتازة. وفي 4 جمادى الأولى 1425 ه صدر الأمر الملكي بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير، كما تم في 7 رجب 1420 ه صدور الموافقة على ضمه إلى عضوية المجلس الأعلى للإعلام. وفي 20 ذو الحجة 1433 ه صدر أمر الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بتعيينه وزيرًا للداخلية. وهذا التاريخ الحافل المليء بالإنجازات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء، ولولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية هو أمر يدعو للراحة والاطمئنان، ويجعل المسلم يتفاءل بمستقبل مشرق للملكة العربية السعودبة بإذن الله تبارك وتعالى. أسأل الله جل وعلا أن يعين خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده وأن يسددهم وأن يبارك في جهودهم، وأن يجعلنا جميعاً كمواطنين عوناً لهم إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: خادم الحرمين الملك سلمان خير خلف لخير سلف