قال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الاثنين إن أسعار النفط عند المستويات الحالية ربما بلغت أدنى درجات الهبوط وقد تتحرك صعودا في وقت قريب جدا وذلك في أول تعليق علني له يشير إلى أن ثاني أكبر هبوط على الإطلاق في أسعار النفط ربما بلغ نهايته. وحذر البدري من مخاطر صعود كبير في أسعار الخام في المستقبل إلى 200 دولار للبرميل إذا انخفضت بشدة الاستثمارات في طاقة إنتاجية جديدة. وقال البدري لرويترز على هامش مؤتمر في المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن "تتراوح أسعار النفط حاليا بين 45 و55 دولارا للبرميل وأعتقد أنها ربما وصلت إلى أدنى مستوى وسنشهد بعض التعافي قريبا جدا." وتضخ منظمة أوبك المؤلفة من 12 دولة نحو ثلث النفط العالمي وكانت تتبنى حتى العام الماضي سياسة تعديل الإنتاج لدعم الأسعار. وهبطت أسعار النفط نحو 60 في المئة منذ يونيو حزيران إلى أقل من 49 دولارا للبرميل بفعل تخمة المعروض العالمي. وواصلت الأسعار تراجعها بعد رفض أوبك في نوفمبر تشرين الثاني خفض إنتاجها حفاظا على نصيبها في السوق في مواجهة المنتجين المنافسين. ودفاعا عن قرار المنظمة حذر البدري من أن أي خفض في الإنتاج سيؤدي إلى طاقة إنتاجية فائضة وتراجع في الاستثمارات ونقص في نهاية المطاف وصعود كبير في الأسعار لتتجاوز مستويات 2008 حينما صعد النفط فوق 147 دولارا للبرميل. وقال البدري "بافتراض أننا قمنا بخفض الإنتاج فسيكون لدينا طاقة فائضة. "عندما يكون لدى المنتجين طاقة زائدة فلن يستثمروا." وأضاف "إذا لم يستثمروا فلن يكون هناك مزيد من إمدادات المعرروض وسيحدث نقص في السوق بعد ثلاث إلى أربع سنوات وسترتفع الأسعار وسنرى تكرارا لما حدث في 2008. "ربما تصل إلى 200 دولار إذا كان هناك نقص حقيقي في الإمدادات بسبب تراجع الاستثمارات." ويعد الهبوط الذي شهدته أسعار النفط في 2014 ثاني أكبر انخفاض من نوعه على الإطلاق بعد الانهيار في عام 2008 الذي جاء في أعقاب ارتفاع قياسي. ويواصل بعض أعضاء أوبك ومن بينهم فنزويلا المطالبة بخفض الإنتاج. وزار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في وقت سابق هذا الشهر عدة دول في المنظمة إضافة إلى روسيا وهي دولة منتجة خارج أوبك. وأشاد البدري بجهود مادورو وقال إنه لا يوجد احتمال وشيك بأن يجلس منتجو أوبك والمنتجون من خارجها لمناقشة خفض الإنتاج. وتابع "سيستغرق الأمر بعض الوقت. سيستغرق أربعة إلى خمسة أشهر أخرى ولن نري جهودا قوية قبل نهاية النصف الأول من العام حتى نرى كيف ستتحرك السوق في نهاية النصف الأول من عام 2015." ودافع البدري عن قرار المنظمة في نوفمبر تشرين الثاني بالإبقاء على مستوى الإنتاج المستهدف بدون تغيير. وقال "كان قرارا اتخذ بالإجماع. شارك الجميع في اتخاذ القرار..كان هناك بعض الملاحظات وبعض التحفظات لكن في النهاية وافق جميع الوزراء على ذلك." وردا على سؤال عن آفاق سياسة السعودية النفطية في عهد الملك الجديد قال البدري "السعودية دولة مستقرة ولها حكومة مستقرة وأعتقد أن الأمور ستسير على طبيعتها." رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأمين العام لأوبك: أسعار النفط بلغت أدنى مستوياتها