بين ليلة وضحاها بات اسم الطيار الأردني معاذ الكساسبة الأكثر تداولا بعد أن وقع في قبض "داعش"، فالجميع اليوم مهتم بمصيره، كونه وقع أسيرا في يد تنظيم خبر وروّج لمختلف أشكال القتل. فالملازم معاذ الكساسبة، ذو ال 26 من عمره، بات اليوم رمزا من رموز الأردن، بعد سقوط طائرته التي كان يقودها الأربعاء 24 ديسمبر/كانون الأول ضمن قوات التحالف الدولية لقتال داعش، وهبوطه بالمظلة في الرقة، قبل أن يحتجزه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. خيارات مطروحة ومنذ اليوم الأول لسقوط الكساسبة بيد داعش شكلت السلطات الأردنية غرفة عمليات على مستويات عدة في سياق عملها لتحرير طيارها وبدأت مفاوضات سرية غير مباشرة عبر أكثر من قناة لضمان الإفراج عنه. وخيار الدخول في المفاوضات واللجوء إلى وساطة لإطلاق سراح الطيار، خيار مطروح حسب بعض المصادر الأردنية وهو الأكثر احتمالا لغلق الملف بشكل إيجابي. لكن من جانب آخر أطلقت صحف غربية تكهنات تفيد بأن قوات أردنية وأمريكية ستسعى لتخليص الكسابة من قبضة "داعش" بالقوة، وهو ما يضع حياة الطيار على المحك. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية الخميس أن قوات خاصة أردنية وأمريكية تستعد لإنقاذ الطيار الأردني، وأوضح الجنرال لورد ريتشاردز، قائد القوات المسلحة البريطانية السابق أنه من المهم أن تبقى عزيمة التحالف قوية في مواجهة التنظيم الإرهابي، مضيفا أن الأردن كان يعلم أنه ستكون هناك انتكاسات تكتيكية لا مفر منها. من جانب اخر عقدت عشيرة "الكساسبة" في محافظة الكرك الأردنية اجتماعا لأبنائها، تم خلاله تداول موضوع أسر ابنها من قبل "داعش". وأكد المجتمعون على العمل بتوجيهات والد الأسير الداعي إلى عدم اتخاذ أي موقف إزاء القضية إلا بعد التشاور معه، وذلك بانتظار ما تسفر عنه الإجراءات التي تتخذها الدولة الأردنية على أعلى مستوياتها. إمكانية مبادلة الكساسبة بأسرى دواعش.. في إطار البحث عن طريقة لإعادة الكساسبة إلى حضن وطنه قال زعيم السلفيين الجهاديين في عمان محمد الشلبي الشهير ب"أبي سياف" إن "تنظيم الدولة سيطلب من الأردن إطلاق أسرى يخصونه مقابل إطلاق الرهينة الأردني". وأوضح"أبو سياف" في بيان صحفي عصر الخميس 25 ديسمبر/كانون الأول: "علمنا أن التنظيم سيطلب استبدال الطيار الكساسبة بالأسيرة ساجدة الريشاوي التي أرسلها أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس الدولة الإسلامية لتنفيذ تفجيرات في الأردن عام 2005، كما سيطلب استرداد الأسير في السجون الأردنية زياد الكربولي، أحد أفراد تنظيم "الدولة" .. وربما يطلب استرداد آخرين". الكساسبة الرمز حالة من الصدمة والذهول استيقظ عليها الأردنيون، صباح الأربعاء، بعد تلقيهم نبأ أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وقد تم إطلاق حملة تغريدات "#كلنا_معاذ" عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر لتتباين فيها الآراء حول مهمة الطيار المحتجز لدى داعش. وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات الى الله أن يكف عن "معاذ" كل سوء وأن يحفظه وأن تتعامل الجهة التي اأخذته رهينة بكل اليسر والسهولة بعيدا عن تخرصات لا داعي لها وألا يكون ضحية خلافات بين أفراد هذا التنظيم . وقد شارك الأمير الحسين بن عبدالله، ولي العهد الأردنيين في شد أزر الطيار الأردني عبر صفحته الخاصة على موقع "تويتر" مساء الخميس قائلا " حفظك الله يا معاذ الكساسبة وصبَّر الله أهلك .. الذين هم أهل كل الأردنيين". احتجاز الكساسبة أعاد إلى الواجهة النقاش حول ما إذا كان هذا الطيار"مذنبا في مشاركة التحالف الهجوم على "الدولة الإسلامية" في العراق والشام،" أم هو "عبد مأمور ينفذ ما يؤمر به من دون حول ولا قوة." رابط الخبر بصحيفة الوئام: الطريق نحو تخليص "الكساسبة" من قبضة "داعش"