فيما واصلت طائرات التحالف الدولي غاراتها على مواقع متشددي تنظيم الدولة "داعش" في محافظة الرقة، أكدت المملكة الأردنية سقوط أحد طياريها أسيراً لدى "داعش" بعد إسقاط طائرته التي كانت تشارك في القصف الجوي. وقالت مصادر إعلامية: "إن طيران التحالف الدولي شن في وقت متأخر ليل أول من أمس غارات على مواقع تنظيم الدولة في مدينة الرقة، حيث استهدفت الغارات المنطقة القريبة من المستشفى الأهلي ومنطقة البانوراما". كما شملت الغارات أيضاً آبار كبيبة النفطية شمال مدينة الشدادي في دير الزور، وكذلك آبار النفط في قرى الشعيطات. وكانت طائرات النظام السوري قد استهدفت بدورها مدارس ومساجد في المدينة ما أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل بينهم أطفال وجرح عشرات آخرين. في غضون ذلك، أعلن تنظيم الدولة أمس أن مقاتليه تمكنوا من إسقاط طائرة حربية تابعة للتحالف جنوب شرق مدينة الرقة، وأنهم ألقوا القبض على قائدها وهو طيار أردني الجنسية. وقالت مصادر في التنظيم إنه تم إسقاط الطائرة بعد أن نفذت غارتين جويتين على ريف الرقة، كما نشرت صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للتنظيم صور الطيار عقب أسره، وقالوا إنه أردني الجنسية ويدعى معاذ يوسف الكساسبة. بدورها، أكدت الأردن نبأ أسر الطيار، وقال مصدر عسكري أردني: "إن إحدى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني تم إسقاطها، وأسر قائدها بواسطة تنظيم الدولة". ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة قوله: "أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة السورية سقطت إحدى طائراتنا، وتم أخذ الطيار كرهينة من قبل التنظيم". وأضاف أن "الأردن يحمل التنظيم ومن يدعمه مسؤولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته". من جانبه، قال يوسف الكساسبة والد الطيار الأسير في تصريحات صحفية: "إن قائد سلاح الجو الأردني اتصل به هاتفيا وقال إن "هناك محاولات لإنقاذ ابنه، وإن القيادة السياسية على أعلى مستوياتها تتابع الموضوع". ووجَّه الكساسبة نداء إلى تنظيم الدولة قائلا: "أدعو الله أن يغرس الرحمة في قلوبكم وتفكوا أسر ابني". من جهة أخرى، التقي في القاهرة أمس ممثلون للائتلاف المعارض بوفد من هيئة التنسيق، لبحث رؤية موحدة لحل سياسي للأزمة السورية، يرتكز على نتائج مؤتمري جنيف. وتعد تلك الخطوة بداية تنفيذ مبادرة قدمها المعارضون برهان غليون وأحمد معاذ الخطيب ورياض حجاب، بهدف وضع حد للخلافات وطي صفحة الماضي والعمل كفريق واحد مع قيادة منتخبة. وأكد رئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام، رياض حجاب في تصريحات إعلامية، أن الائتلاف وضع جملة من المعطيات لإنهاء حالة الاستقطاب والمشاركة الحقيقية تبدأ بتعديل النظام الداخلي. ودعا حجاب لعقد ملتقى يجمع كل المكونات السورية المعارضة في الداخل والخارج.