نظم الصالون الثقافي بأدبي جدة لقاء للتعرف على الصرة العثمانية، والتوغل في تاريخ مكةالمكرمة في العهد العثماني، حيث حصرت الدراسة في الفترة من 791 – 974ه / 1389 – 1566م. وعرفت لمياء أحمد شافعي الصرة العثمانية بأنها ما يصر على الشيء، يزم عليه لحفظه، وأطلقت مجازا على الأموال العينية التي ترسل من الدول الإسلامية وتنفق على المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة على الحجيج والساكنين فيهما، نظرا لتوافد الحجيج في فترة زمنية محددة، وحيز جغرافي محصور ذكره الله بواد غير ذي زرع، ولمنع حدوث هزة اقتصادية وسياسية. وأضافت الشافعي «لأن الصرة كانت تحدث حراكا اقتصاديا، تمثل الميزانية التي تحرك اقتصاد المدينتين المقدستين. ذكرت أيضا بأن أهل مكة لم يطلبوا أموالا من الدول ولكن التكافل الاجتماعي العام بين العالم الإسلامي أي الحكومات والجماعات والأفراد توصلوا إلى قرار إرسال الصرة لدعم الاقتصاد في موسم الحج، حيث كانت دول مثل مصر والشام توقف قرى كاملة ومزارع لمكةالمكرمة، وفي تونس مزارع كبيرة تسمى (الحبوس) لأن أموالها محبوسة على الصرة المكية ولكن الاستعمار وضع يده عليها». وأوضحت الدكتورة لمياء أن أول من أرسل النقود بطريقة دورية إلى مكةالمكرمة هو الخليفة العباسي المقتدر بالله، أي أن استشعار حاجة مكة إلى هذه الصرة بدأ من زمن قديم، وكانت ترسل مع المحمل الذي يحمل كسوة الكعبة المشرفة وأعطيات للأمراء، وكان المحمل يأتي من الدول القوية في تلك الأزمان، وكان هناك نظام للتوزيع، وانضباط في المواعيد، ويشرف عليها شريف مكة ثم يعطي الأذن بالصرف، وأنها توقفت بعد انحسار الحكم العثماني. أدارت اللقاء عاليا أبو سليمان وتمكنت من استدراج الضيفة للحديث عن شغفها بتاريخ مكة، وتخصصها في تاريخها بصفة خاصة، وذكرت لمياء أنها اكتشفت شغف الدارسين من مصر وسوريا ودول أخرى بتاريخ مكة كما اكتشفت أن التاريخ المكي غني بالبحوث والدراسات التاريخية عن مكة حيث اهتم المكيون بتدوين تاريخ مكة كعائلة (الفهود) وهي عائلة متسلسلة تسجل أحداث مكةالمكرمة يوم بيوم بالساعة والدقيقة والثانية، حتى المناسبات الاجتماعية كالولادات والأفراح، فقررت التخصص في التاريخ المكي الغني بالأحداث والدراسات. وأضافت ديلشات أوزاك حرم القنصل التركي في مداخلتها بأن الاحتفالات كانت تقام في الدول التي تمر منها الصرة العثمانية إلى أن تصل إلى مكةالمكرمة انطلاقا من أوسكدار بتركيا. وذكرت أميرة المداح مسميات للصرة منها الصرة الرومية التي تؤخذ من أملاك رومانيا في عهد الخلافة العثمانية. وتساءلت الشاعرة لطيفة قاري عن دور أهل الحجاز في إظهار والتذكير بالماضي الجميل عن تلك الحقبة من الزمن بينما عادت نهى غطاس بذاكرتها عبر حكايات جدتها عن المحمل الشامي وكيف كان يغطى بالياسمين في احتفالاتهم بمروره من بلاد الشام وطرحت إيمان تونسي وبعض الإعلاميات الحاضرات سؤال عن دور الإعلام في تجسيد العمل الدرامي المختص بمثل هذا التاريخ في مكة. وأشاد الحضور بمثل هذا النشاط بالصالون الثقافي بأدبي جدة الذي جعلهم يفتحون أرشيف التاريخ المكي. يذكر لصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة يستضيف في لقائه القادم 9 نوفمبر 2014م دكتور وحي لقمان أستاذ القانون بجامعة الحكمة وستتحدث عن (حدود وقيود الوكالات الشرعية ووسائل ضمان الحقوق) تدير اللقاء نورة العامودي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «الصرة العثمانية» تثير الاعجاب بنشاط الصالون الثقافي ب«أدبي جدة»