واصل رئيس الوزراء العراقي "المنتهية ولايته"، نوري المالكي، تمسكه بالبقاء في السلطة لولاية ثالثة، معلناً رفضه تكليف حيدر العبادي، برئاسة الحكومة الجديدة، معتبراً أن القرار يشكل "خرقاً خطيراً" للدستور، تدعمه الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبعد قليل من الإعلان عن قرار رئيس الجمهورية العراقية، فؤاد معصوم، بتكليف العبادي، وهو مساعد سابق للمالكي، وجه رئيس الوزراء "المنتهية ولايته" كلمة، عبر التلفزيون الرسمي، أعرب فيه عن معارضته للقرار، مجدداً اتهامه للرئيس ب"خرق" الدستور. وشدد المالكي في كلمته، بينما كان محاطاً بجمع من مساعديه، على أنه "الرئيس الوحيد" ل"ائتلاف دولة القانون"، الذي يضم عدداً من الأحزاب السياسية، من بينها حزب "الدعوة الإسلامية"، الذي يتزعمه، والذي ينتمي إليه رئيس الوزراء "المكلف." وقال المالكي، الذي يتولى رئاسة الحكومة العراقية منذ أكثر من 8 سنوات، إن "ما حصل اليوم يعطي دليلاً على أن الأمر تم بخيوط داخلية وخارجية"، متهماً الولاياتالمتحدة بأنها "كشفت عن دعمها لمن خرق الدستور"، في إشارة إلى بيان البيت الأبيض بتهنئة العبادي. وبينما وصف السياسي الشيعي، الذي كان يعيش بالخارج خلال فترة حكم صدام حسين، الولاياتالمتحدة بأنها "الدولة الديمقراطية الأولى والمفروض أن تكون داعمة للدستور"، فقد تساءل بقوله: "انظروا إلى جانب من وقفت الإدارة الأمريكية، وهي البلد الديمقراطي." كما شدد على أن قرار "التحالف الوطني" بترشيح حيدر العبادي لرئاسة الوزراء، وقرار الرئيس بتكليفه لتشكيل الحكومة، هي قرارات "لا قيمة ولا أثر لها"، معتبراً أنها جاءت "خارج السياقات الدستورية والقانونية"، مؤكداً أن "ما حدث هو خرق سنعالجه حتماً." وحظي قرار معصوم بتكليف العبادي لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة، بترحيب دولي واسع، حيث تلقى رئيس الوزراء العراقي "المكلف" اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هنأه فيه باختياره لرئاسة الحكومة، وفق بيان للبيت الأبيض تلقته CNN الاثنين. كما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً، نقل ترحيب الوزير جون كيري بتكليف العبادي لخلافة المالكي، معتبراً أن القرار يمثل "خطوة مهمة" نحو حل الأزمة السياسية في العراق، تأتي بعد انتخاب رئيس مجلس النواب، ثم انتخاب رئيس جديد للعراق. وكذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ترحيبه بتكليف العبادي لتشكيل حكومة جديدة في العراق، داعياً كافة الأحزاب والقوى السياسية إلى "احترام" ما وصفها ب"إجراءات سياسية بموجب الدستور"، بحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم المنظمة الأممية. وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، وجه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كلمة حول التطورات الجارية في العراق، تطرق فيها إلى العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الأمريكي في شمال العراق، كما تناول التطورات السياسية اتي تشهدها الدولة العربية. وقال أوباما إن الجيش الأمريكي شن سلسلة غارات "ناجحة" ضد مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف باسم "داعش"، في شمال العراق، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة تعمل مع شركاء دوليين من أجل ضمان سلامة الأيزيديين الذين فروا إلى المناطق الجبلية. وتطرق الرئيس الأمريكي، في كلمته المقتضبة التي لم تستغرق سوى بضع دقائق، إلى تكليف العبادي لتشكيل حكومة جديدة في العراق، معتبراً أن "العراق اتخذ خطوة واعدة"، مشيراً إلى أنه ونائبه، بايدن، اتصلا بالعبادي، وحثاه على تشكيل حكومة وطنية لا تقصي أحداً. رابط الخبر بصحيفة الوئام: المالكي يرفض تكليف العبادي لخلافته ويهاجم أمريكا.. وأوباما يرد: خطوة واعدة