كلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم امس رسميا حيدر العبادي نائب رئيس البرلمان بتشكيل حكومة جديدة في البلاد. ومن المتوقع ان يعارض المالكي هذه الخطوة التي تجيء بعد أشهر من المشاحنات السياسية اذ يرفض المالكي نداءات تطالبه بان يتخلى عن محاولته السعى للفوز بفترة ولاية ثالثة في رئاسة الوزراء. وطلب الرئيس العراقي وهو من الاقلية الكردية من العبادي القيادي في حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي قيادة حكومة يمكنها كسب تأييد البرلمان المنتخب في ابريل نيسان. وفي تصريحات بثها التلفزيون حثه معصوم على تشكيل حكومة «ذات قاعدة عريضة» خلال شهر. ودعا العبادي الذي قضى عقودا في المنفى في بريطانيا خلال حكم صدام حسين إلى الوحدة الوطنية ضد الحملة الهمجية لتنظيم الدولة الاسلامية الذي طرد عشرات الألوف من منازلهم وهو يهزم القوات العراقية من الشمال والغرب قبل أن يعلن خلافة اسلامية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسورية. وقال العبادي في تصريحات أذيعت بعد لقاء معصوم «علينا ان نتعاون جميعا للوقوف بوجه هذه الحملة الارهابية على العراق وايقاف كل الجماعات الارهابية. وأنا عندي ثقة بشعبنا... نستطيع وقف هذه الهجمة الشرسة البربرية على العراق ونحمي الشعب العراقي ونوفر له الأرضية الصالحة...» من جانبه قال البيت الابيض إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن هنأ رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي أمس الاثنين في اتصال هاتفي وتعهد بدعم امريكي لحكومة عراقية لا تقصي أحدا. وقال البيت الابيض في بيان عن الاتصال الهاتفي «أعرب رئيس الوزراء المعين عن اعتزامه التحرك بسرعة لتشكيل حكومة لا تقصي أحدا وذات قاعدة موسعة قادرة على التصدي لتهديد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من كل الطوائف.» وأضاف «نقل نائب الرئيس تهاني الرئيس اوباما وأكد التزامه بالدعم الكامل لحكومة عراقية جديدة ولا تقصي أحدا وخاصة في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية.» وقال إن بايدن والعبادي اتفقا على البقاء على اتصال عن كثب مع استمرار عملية تشكيل الحكومة. الى ذلك أعلن حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي أمس تمسك ائتلاف دولة القانون بترشيح المالكي لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة. وقال النائب خلف عبد الصمد في تصريح صحفي بحضور المالكي ونواب حزب الدعوة في البرلمان العراقي :»نحن النواب المنضوين تحت كتلة الدعوة الإسلامية في ائتلاف دولة القانون الموقعين نعلن إلى الشعب العراقي وإلى رئيس الجمهورية والمحكمة الاتحادية ورئاسة مجلس النواب أن الدكتور حيدر العبادي قد وقع دون علمنا وثيقة باسمنا مع بعض الكتل السياسية للترشيح لمنصب رئيس الوزراء». وكان المالكي اعلن الاحد بشكل مفاجئ انه سيقدم شكوى بحق معصوم متهما اياه بانتهاك الدستور مرتين خصوصا لعدم تكليفه رئيس وزراء معين مهمة تشكيل حكومة جديدة. واصدرت المحكمة الاتحادية العراقية امس قرارا يؤكد ان «دولة القانون» التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي هي الكتلة البرلمانية الاكبر، في دعم لموقف المالكي. ووفقا للدستور يقوم رئيس الجمهورية بتكليف مرشح الكيان السياسي الاكبر في البرلمان لتولي منصب رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة. وقال كيري خلال زيارته الى سيدني حيث يشارك في المحادثات العسكرية السنوية بين الولاياتالمتحدة واستراليا «نقف بقوة الى جانب الرئيس معصوم الذي يتحمل مسؤولية تطبيق الدستور في العراق». واضاف «انه الرئيس المنتخب وفي هذا الوقت اعلن العراق بوضوح انه يريد التغيير». في هذا الوقت اعلن مسؤول كبير في الشرطة العراقية ان «هناك تواجدا قويا لقوات الامن والشرطة والجيش خصوصا حول «المنطقة الخضراء»، الحي الخاضع لحماية امنية مشددة وحيث توجد المؤسسات الرئيسية في البلد. واوضح المسؤول ان هذه الاجراءات الامنية «استثنائية وتشبه تلك التي نفرضها في حالة الطوارئ». وحث كيري على الهدوء ودعا الى استكمال العملية الدستورية. وقال «في صفوف الشيعة من الواضح ان لديهم ثلاثة مرشحين تقريبا لمنصب رئيس الوزراء والمالكي ليس بينهم». واضاف «بالتالي نحث شعب العراق على التحلي بالهدوء». واكد انه «يجب عدم استخدام القوة او استقدام قوات او ميليشيات في هذه الفترة الديموقراطية للعراق». وتابع كيري «يجب ان ينهي العراق عملية تشكيل حكومة والولاياتالمتحدة ستقوم بكل ما بوسعها لدعم الالتزام بالدستور». وقال ان واشنطن تعتقد «ان الغالبية الكبرى من شعب العراق متحدة من اجل التمكن من انجاز هذا الانتقال السلمي». واضاف «نعتقد ان عملية تشكيل الحكومة حساسة بالنسبة لمسألة الحفاظ على الاستقرار والهدوء في العراق». وقال «نأمل ألا يثير المالكي اضطرابات» في هذا المجال.