في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى ترسيخ مفاهيم المدنية وفقاً لتوافر موسسات المُجتمع المدني التي تحكم تحركات ونشاطات أفراده يعود مُجتمعنا – للأسف الشديد – إلي العودة للوراء مُجترَّاً الماضي في مدلوله السلبي ، ومُرسخاً لبعد من أبعاده الأخطر آلا وهو " العنصرية القبلية " التي بدأت تدق ناقوس الخطر في جبهتنا الداخلية ، وتُفتت الُلحمة الوطنية ، وتُقوِّض المُقدَّرات التي بُنيت في عقود خالية بجهد وعرق أبنائه المُخلصين . بدأ مهرجان ما يُسمى " بأم رقيبة " بعد أن استبشرنا خيراً بقرار إيقاف ما تعارف عليه في السابق " بمزايين القبائل " الذي وصل معه السيل الزبى وأعاد المُجتمع أعواماً عديدة للتجمعات القبلية الخالية تماماً من الأثر الإيجابي ، بقدر ما كانت وسيلة للمتربصين بوطننا لتمرير الأفكار الهدَّامة وغرس بذور الفُرقة والشتات بين أبنائه الذين أخُتُطفوا في لحظة وقوعهم تحت تأثير القبيلة ورفع شأنها وإعلاء مكانتها ، وما دروا أنهم يُساقون لمهالك الردى وبؤر الفتن وتدمير كل المبادئ الي قام عليها وطننا منذ تأسيسه . لقد مثلّت حادثة أم الرقيبة الأخيرة مُخْرَجاً منطقياً للتراكمية السلبية التي تولّدت جراء التجمعات القبلية ذات الأهداف السيئة في باطنها ، وعكست عن تعاظم بُعد العنصرية القبلية بين فئة الشباب الذين كان يُعوُّل عليهم قيادة الفكر لما هو أفضل من هذا " الهياط " القبلي ، وتوجيه أفرادة لما هو أميز من هذا " العبث " الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع . إن السماح أو التجاوز عن التداعيات لمثل هذه الانشطة الرجعية سيُعطِّل حركة التنمية إلى الأمام ، وسيتفرَّغ الجميع لابتكار الأساليب في كيفية تطوير ممارستها على حساب توجيه فكرهم لما يعود على وطنهم بالخير ؛ لذا أرى أن تقوم الجهات الرسمية بالضرب بيدٍ من حديد على المُحرضين لإثارة النعرات القبلية وتطبيق أقصى العقوبات على المُغرر بهم لكي يكونوا عبرة وعظة لغيرهم ، ولعلنا نسمع قريباً عن أحكام رادعة على كل من سبب الفوضى وأثار البلبلة لواقعة أم رقيبة الأخيرة تمهيداً لإبادة هذا المهرجان البئيس من الوجود ، وتوجيه الجهود التنظيمية والأموال المهدرة باسم " القبيلة " لبناء لَبِنة جديدة باسم " الوطن " . د . محمد الثبيتي @dmohammadalthob [email protected] رابط الخبر بصحيفة الوئام: داحس والغبراء في أم رقيبة !!!